الحجاب الإسلامي أثناء السفر للبلاد الغربية
• هذه بعض المحاور التي طرحت في ملتقى خاص بمنتدى زاد المسافر عن الحجاب و كتبت فيها هذه الفقرات و التي آمل أن تكون مفيدة لمن يريد أن يسافر ..
• نظرة الغرب للحجاب من واقع تجربة
يوجد نظرات عدة للغربيين عن الحجاب :
الأولى : متأثرة بالأعلام المحارب و هذه النظرة برغم أنها سوداوية قاتمة , و لكن هي ذات أثر في النفس قد ينهض في وقت ما , و قد يثير التساؤلات في النفس و لو بعد حين .
الثانيةً : مبني على الإعجاب بمن يحمل المبادئ و القيم , أو مبني على حبهم لكل جديد و عجيب من العادات و التقاليد, و دعوني أضع بين أيديكم قصة البروفسور الألماني الذي دقق النظر إلى أختي فوجدها قد أسدلت خمارها و جلبابها على جميع جسمها و أطرافها , فقال في لحظة صدق معنا و مع فطرته , ابلغوا أختكم سلامي و تقديري لحفاظها على عاداتها و تقاليدها ,و أن المرء الذي يحافظ على عاداته و تقاليده جديرٌ بأن يحترم و يقدر .
ثالثة : نظرة غير مبالية , أو غير مهتمة و لا تعرف الحجاب أو معناه , فهؤلاء كثرة و بحكم أن أغلب الشعوب الأوربية لا يحملون الفضول على الغير فنجدهم أكثر اتزانا و حكمة عند رؤيتهم لمثل هذا الأمر .
وفي كل الحالات السابقة يجب أن يكون هناك حكمة في الدعوة , و مبادرة و جهد يجعل سفرنا إلى تلك الدول مقترناً بعمل خالص لله ..
• الطريقة المثلى لجعل الحجاب الإسلامي رمز دعوة .
السبيل إلى ذلك أن تكون تصرفاتنا و أفعالنا موافقة لتعاليم الدين الحنيف , و أن يكون الحجاب رمزاً متحركاً للدعوة , فمطوية باليد , و مساعدة للغير , و خلق و تعامل راقي يجعل المحجبة تمشي بصورة داعية صامتة متحركة . بل يجب أن يكون الحجاب مجال لدعوة الغير من أبنائنا المسافرين , قالت ذات مرة فتاة لأختي في ألمانيا : بعدما أجبرت على نزع حجابها الذي اعتادت عليه في بلادها أن أخاها و زوجها أمراها بهذا , و تقول إنها تشعر بالضيق و الحزن كلما رايتك بحجابك و لم تتعرضين لأي مضايقة , أراك تمشين بفخر و اعتزاز و أنا أمشي بذل و هوان . فتمنيت أنني لم أطعهم في هذا الأمر .
أما بالنسبة للمسلمين غير المتمسكين بالحجاب فيجب أن يكون حجابنا هو عزة لنا بمظهرنا وتصرفاتنا , ويجب أن يكون بداية لدعوة أخواتنا للتمسك به في كل مكان و ذلك بالمناصحة المباشرة وبالحكمة و الموعظة الحسنة , أو أن نكون قدوة في تعاملاتنا و أخلاقنا فنسعى في التواصل مع أحبتنا لبني جلدتنا حتى لو وقعوا ببعض الخطأ إما برغبة منهم أو تحت ظروف معينة , أيضاً فهذا الخطأ لا يعني أننا ننظر إليهم أنهم على خطأ دائم و أن نصحهم أو تقديم المساعدة لهم أو التلطف معهم أمر مستبعد , بل العكس هو الصحيح فهم أقرب إلينا , و قد يكون قربنا منهم أسهل الطرق للوصول إلى قلوبهم و بالتالي تمسكهم مدى العمر بالحجاب . و يجب أن يتم التفريق بين من عاش طول عمره وهو لم يلبس الحجاب وبين من ولد وسط أسرة محافظة محجبة ,ففي كل سبيل هناك طريقة خاصة للدعوة يحسن بمن يريد الخير أن يلحظها ويتنبه لها .
• تجارب إيجابية للأعضاء عن الحجاب في البلاد الغربية.
ما سبق ذكره , و ما شاهدته في جنيف و في فرانكفورت و في زيلامسي و في بون و في دسلدورف و في أمستردام و في بروكسل من نساء محجبات , يجعل المرء يوقن أن الحجاب أصبح شيئاً معتاداً في تلك الدول , خاصة في المدن الكبيرة , أما القرى فيثيرهم بعض الشيء ثم لا يلبث أن يعتادوا عليه .
• كيف نتجنب السلبيات المحتملة .
السلبيات يمكن أن تكون ذات اثر على المحجبة :
•و ذلك لو حصل لها موقف معين ممن حولها خلال تلك الرحلة , فأثار في نفسها الخوف أو الفزع فسوف يجعلها بقلق دائم و سوف يزين لها الشيطان أن تتخلى عنه .
•من المحتمل أن يكون هناك نقاش و حوار من أبناء جلدتنا عن أهمية الحجاب أو يكون بقوة أكثر أن يكون بكلمات ازدراء فمن كانت ذات شخصية ضعيفة أو نفس بالله غير متمسكة , أوتخشى نظرات الآخرين فهذه قريبة من خطوات الشياطين أبعدنا الله و إياكم من طريق المغضوب عليهم و الضالين .
•و قد يكون ذو اثر على الفتيات الصغيرات اللاتي لم يتحجبن عندما يكون مثل المر السابق حيث يحتفظن بصورة أن الحجاب قد يكون شيئاً سيئاً لمن حولنا , أو أن في لبسه أمرٌ واسع , أو أن يزين في نفسها التساهل , أو أن يجعلها تفكر أنه عادة أو تقاليد أكثر من أنه عبادة .
•من الممكن أن تتضايق المرأة بالنظرات من حولها, و هذا يجعل نفسها تضيق به و تتحرز منه و بالتالي تخشاه و تخافه و قد يزين لها الشيطان فتكرهه .
هذه السلبيات المحتملة يمكن تحويلها إلى إيجابيات و يمكن علاجها بالتهيئة النفسية قبل السفر , فنعم نقول أن الحجاب في أنحاء متفرقة من العالم يسير بصورة طبيعية و لكن لا يعني هذا أن احتمال وقوع الأحداث العكسية غير محتمل , بل إنه أمر متوقع , فيجب أن لا يؤثر بعزائمنا حدث يكون يدور من حولنا و لا يخلخل من إرادتنا , أو يقلل من قيمة الحجاب في أنفسنا .إن التمسك بديننا و الحفاظ على حجابنا يعدل كل زينة من زينة الحياة الدنيا , و يجب أن تقرأ المرأة و بكثرة عن الحجاب و أدلته التي يجب أن تستند إليها لتطمئن نفسها و من أجل أن تناقش فيها من يحاورها سواءً من بني جلدتنا أو من الغربيين الذي قدمنا إليهم , أيضا مع الأدلة الشرعية يجب أن تطلع المرأة على الأدلة العقلية و التي يؤمن بها الغرب أكثر ,و هذا أفضل بالنسبة لهم لأنهم لا يؤمنون بما نؤمن به , و إن كان بالإمكان أن تحمل معها بعض كتب الغربيات اللاتي اعتنقن الإسلام فكتبنا عن تجاربهن في هذا المجال , أو من المعتدلين من الغربيين الذين ينظرون نظرة صدق لفضل الحجاب و أهميته للبشرية اجمع .
و قد يكون الحجاب ذو اثر سلبي على من حولنا من الغربيين :
•فهم يرون أن المرأة ذات فرص متساوية مع الرجل و أنها يجب أن تتمتع بكامل حجابها و أنه يجب أن تأخذ كامل زينتها , و أن هذا الحجاب إنما هو حجر على إرادتها و أنه فرض من الرجل عليها و لا يعلمون أنه خيارها الذي اختارته و ألفته و تتمسك به بكل قوة . فكيف يكون لنا أن نعمل في هذا السبيل ..لذا فيجب أن لا تتقوقع المرأة المحجبة و تعيش مع نفسه فقط , بل يجب أن تحتك و تخالط من حولها , بالكلمة و الهدية و ابتسامة , برأيي أن المرأة إذا كانت في مكان نسائي بالكامل فمن المستحسن أن تكشف عن وجهها دون شعرها و أن تأخذ كامل زينتها حتى يتبين لمن حولها من الغربيات أن النساء المحجبات لا يقللن عن غيرهن من الزينة , و برأيي أن هذا الأمر سوف يكون مثار استغراب من حولها و فضولهن فيكون مجالاً لأن تبدأ معهم سبيل دعوتها , أو أن تباشر الحديث معهم و تكلمهم بعموميات ثم تتحدث عن اختيارها المفضل و حجابها الذي تتمسك فيه في كل بلد , و أن تخبرهم أن ديننا يحفظ المرأة حتى من الأذية البسيطة و هي النظرة الفضولية . أيضاً يمكن أن يكون الأطفال هم أفضل رسول للدعوة في هذا المجال , فيمكن بمخالطتهم الأطفال من أعمارهم أن يكون بينهم تجاذب و تداخل و من ثم إهداء يحتوي المقصود من المطويات المناسبة .
•قد يكون ذو اثر سلبي ..عندما يرون أن المحجبة لم تهتم بنظافة حجابها إما أن يكون متسخ أو قد علق به مايشوهه.لذا فحري على كل امرأة مسلمة أن تهتم بهذا الأمر , و أن يكون بمستوى لائق و لا يعني ذلك التزين والتبرج بالزينة .
•قد يكون نظرة سلبية عندما يجدون أن المحجبة قد أهملت أطفالها , أو أنها توبخهم أو تضربهم و بقسوة , أو أن الحجاب قد اثر عليها إما بصعودها أو هبوطها أو أكلها و مشربها.فحري أن تهتم المرأة بهذا الأمر و أن يكون بصورة يعكس صورة جميلة عنها و حجابها .
•يؤثر سلباً عندما تكون المحجبة في مكان لا يليق بها , فهم يعرفون و يعلمون أن الأماكن التي تكون عادية لدى عامة الناس فهي لا تناسب للمحجبات أو المتدينات حتى بالنسبة لهم من الراهبات .
• كيفية تهيئة البنيات الصغيرات للتمسك بالحجاب وعدم التأثر بالنظرات من حولنا , أو بخلعة ممن هم من بني جلدتنا .
هذا الأمر مهم , فتعريفهم أن المسلمين بينهم اختلاف فمنهم المتبع للشرع بالكامل و منهم المتساهل فكلاً ينال جزاءه , و أيضا هناك أمر آخر و هو تثبيت ركن الإحسان في نفوسهم و تعليمهم أن الله يراهم في كل مكان ,و أنه المطلع على كل صغيرة و كبيرة ,و أن الحجاب عبادة و ليس عادة , و أنه علاقة مع الرب و أن الناس مهما تخلوا عنه فلن نتخلى عنه . و أن مثل هذا الأمر امتحان و اختبار للفتاة و مدى حبها لله و مقدار التمسك به .و أن من تساهل به فهو على خطر و لكن لا يعني أننا نيأس أو نقطع الأمل بنصحه وتوجيهه . و أن يعلم أطفالنا أن هؤلاء الذين هم من المسلمين و تخلوا عن الحجاب قد جانبوا الصواب و لكن هذا لا يعني أنهم في ضلال مبين بل إن الحساب و العقاب بيد رب الأرباب يغفر لمن يشاء و يعاقب من يشاء , فإثبات العقاب بنوع معين أو إخراج إخوتنا و أخواتنا المتساهلين عن حمى الدين هذا أمر لا يقل خطورة عن تساهلهم .أيضا من الحب لهم و الأخوة في الدين أن ندعو لهم بأن الله يهديهم و أن نخشى من ا الوقوع بمثل ما وقعوا فيه و ذلك بدعاء بأن الله يثبتنا على الحق و أن يعافينا مما ابتلاهم فيه .
هذا بعض الأمور التي أردت أن أضعها بين أيديكم فلعل الله ينفع بها .
وأتمنى أن تكون هناك حملة واسعة تبدأ من صفحة ” زاد المسافر الإسلامية ” يكون عنوانها [ في سفرك تمسكي بحجابك ] فآمل أن تتقن و أن يتم العمل فيها على كل المستويات من :
من التصميم الخاص بالشعارات والتواقيع للمنتديات .
و أن يتم وضع الأحاديث الواردة في السنة عن التمسك بهذه الأمر .
و صفحة خاصة عن تجارب الأعضاء و كيف تمسكوا بحجابهم في أحلك الظروف .
وقصص تحكي نظرت الغرب الإيجابية للحجاب …
وغيرها من المحاور ..