دبلن الإيرلندية dublin – irland وجولة سياحية
في أيرلندا …يتحدثون اللغة الإنجليزية , و لكن لم أكن أعلم من قبل أن هناك لغة أخرى خاصة بهم , تسمى الكاليكية Gaelic Language , و يتعاملون بها في العمل و الدراسة بجانب اللغة الإنجليزية .
.
في دبلن ..تعتبر السياحة مورد أساسي من موارد الدخل , و ما ذلك إلا لأنها تتمتع بقدر عالي من الجمال , و تنوع بمصادر الحسن .
في دبلن..و في الجولات السياحية تجد أن تنوع الجنسيات دليلاً على أن البلد خيار سياحي مفضل في أجندة السياح العالمية , فالأفارقة بيننا و برغم أنهم قلة , و الآسيويون تجدهم هنا و هناك و أعين كميراتهم لا تغمض طرفة عين عن كل شاردة أو واردة , و الأوربيين يعبرون بحر المانش من أجل أن يستمتعوا بجمال تلك الدولة , و قبل ذلك بابتسامة الأيرلنديين الصافية …وأنا بين هؤلاء ..و هؤلاء… فلا يعرف هل أن من البلاد الأفريقية …أم من أمريكا الجنوبية , ولكن قد تكون السحنة أقرب إلى المكسيكية , و ما خصلة الإسهاب في سرد الرحلات إلا خصلة قد نبتت في شخصي الكريم تطبعاً بمسلسلاته التي تفوق الألف و المئة على رواية ضعيفة ….و قيل هي بأكثر من ذلك وزيادة…
في أيرلندا ..تحس أن لديهم حباً يفوق حب ألآخرين من بني جنسهم لبلدانهم , و أن في قلوبهم وفاءً قلما تجده في قلوب من هم أمثالهم , و يكفي أن أديبهم قال : الوطنية هي إيمانك بأن بلدك أسمى من باقي البلدان فقط لأنك ولدت فيه…
في دبلن ..لن تحس بالملل..فالوقت يمضي بسرعة و برغم أن الوقت بعمره خلال اليوم طويل , و لكن ينقضي بين شوارع و أزقة , سفن في النهر عابرة , أو طائرات في السماء محلقة , أو حافلات بالسياح ممتلئة , أو سيارات بزحمة الطرق منخنقة , فالجو المسيطر يجعل البصر يحوم في حركة دؤوبة ,و حياة مثيرة , و أوقات متسارعة , منذ أن تبزغ الشمس في البكور , حتى تختفي خلف خط المغيب..[ عندا أستلقي بالليل على فراشي أحس بكل تلك الأشياء التي تدور من حولي بالنهار ]
في ايرلندا..تسيطر المسيحية الكاثوليكية على أغلبية الشعب , و يعتبر الشعب الأليرلندي أكثر تمسكاً بديانته من بقة الدول الأوربية , و لذا لم يفسح المجال للطلاق إلا في عام 1995م .[ لا أعلم من طالب بهذا القرار هل هن النساء , أم الرجال …أم الفطرة ] , و الناس الذين لديهم دين ومعتقد مهما كان هذا المعتقد صائباً أم خاطئاً فهم أفضل حلاً ممن لا يدينون بدين فتجدهم على وجوههم هائمين , و الدنيا بعيونهم تضيق
في أيرلندا..تحس بأنك عدت اصغر من عمرك الحقيقي [ برغم أنني صغيرٌ في الأصل ] , فأنت تريد أن تركض من أجل أن تزور كل الأماكن , تريد أن تبتسم لتفي الجميع حقهم من الابتسامات , تريد أن تتحدث لتجاري الناس في حديثهم , تريد أن تتناغم خطواتك مع لحن الحياة الجميل هنا .تريد أن تعانق كل قطرات المطر المتساقطة , تشم كل أريج الزهر المنتشر , تريد أن…تستمتع حتى تنقضي المتعة
يقول : برناردشو… لا نتوقف عن اللعب لأننا كبرنا، إننا نكبر لأننا توقفنا عن اللعب . و أقول : هناك حتماً لن تتوقف عن اللعب , و حتماً لن تحس أنك كبرت , بل لن تكبر لأن الضحك و الابتسامة سوف تكون ظاهرة لك في كل الأماكن , على الوجوه , في الدعايات التي تعلق في الشوارع , حتى في الوجوه الصامتة تحس بابتسامة خفية رائعة.
في أيرلندا…يتحدثون اللغة الإنجليزية و بوضوح , فهي غاية المريد لمن يريد أن يتعلم اللغة الإنجليزية , أيضاً مناسباً جداً أن تكون هي الدولة المفضلة من أجل تعلم اللغة للمبتدئين و ذلك للبشاشة التي يبدونها و حبهم لمساعدة ومخالطة الوافدين إليهم .فإذا عزت على هذا الدراسة ,فتذكر مرشداً سياحياً [ شاطراً ] قد يفيدك في هذا الأمر .
في أيرلندا..لم يكن الهندام و الملبس بصورة موازية لأهل باريس الفرنسية أهل الموضة و الأناقة , أو بمستوى شياكة الألمان أهل النظام , أو بدرجة مقاربة لبقية الدول الأوربية , فالذي لاحظته أن اختياراتهم في الملابس أقل درجة . و التنسيق بينها بمستوى لا ينم عن ذوق يمثل بصورة عالية ..سألت نفسي سؤال : هل المقولة عن الأيرلنديين أنهم أكثر بخلا ن أقرانهم الأوربيين ًهي السبب , أم أن التلقائية هي التي تجعلهم لا يهتمون بهذا الأمر , ولا يعتقد القارئ أنهم برثاثة لدرجة الاستنكار , لا..فالأمر يختص بمقارنتهم مع من حولهم …
في دبلن..يتم الحفاظ على إرث الماضي برغم أن الحاضر يتقدم إليها بكل قوة , و لكن يتقدم و هو يحترمه و يقدره, في دبلن , لم تهدم الحضارة لتقام على تربتها و طوبها الأحمر ناطحة , و لم يدمر جسر تاريخي لوضع بدلاً عنه جسراً حديث خرساني , الماضي و الحاضر يتعايشان بحب و ألفة , و ماضي عريق و حاضر زاهر بينهم مودة , بنتها أيدي أناس يغارون على تاريخهم , ليس بأيدي أناس يزهدون بماضيهم .
في دبلن..يقودنا سائق الحافة السياحية برحلة و كأنها رحلة عبر قطار الموت , فهو يسير بسرعة حتى نتمايل وبشدة مع انعطافاته المتهورة , أعتقد أنه يحتاج إلى سرعة أكثر من أجل أن يلحق على جميع المعالم في الوقت المقرر ..و أعذره في ذلك فالمناظر تتكرر عليه باليوم أكثر من مرة , و أفلاشات الكاميرات من السائحين ترعد وتبرق من حوله منذ الساعات الأولى من الرحلة , و أكل لقمة العيش يجعله يرسم ابتسامة منذ أن يُشغل محرك حافلته…
في أيرلندا..السحب تكاد تلامس الأرض , و هي تتنوع بتشكيلاتها في السماء, فتأتيك سوداء كالحة , و من ثم تفسح للسماء بالظهور فتبد السماء زرقاء ناصعة , ثم تعود سحب متقطعة لتجمع شتاتها و تمطر الأرض بسيل منهمر . تتلقاها الزهور برقة , والوجوه ببسمة , و النسمات بلطف وخفة …
في أيرلندا..و جدت الطوب الأحمر يتواجد على أطراف الطرقات بكثرة فهو متراكباً بصورة رائعة ليكون مباني مرصوصة بدقة عالية, هنا في أيرلندا..مثل هذه الباني أكثر بروزاً عن غيرها من الدول الأوربية , و هذا الطوب الأحمر يوضع بدون أن يدهن بالأسمنت أو يصبغ بالبويات المزينة , و أعتقد أن توفر المواد أو التصنيع المحلي له دور في ذلك .
في دبلن…و بالقرب من شارع Grafton street تقع حديقة ستيفنز قرين , و بالقرب منها و حوليها تتواجد الكثير من المتاجر و الماركات العالمية . وقفة : [ من الممكن أن يذهب رب الأسرة بالأطفال للحديقة و تذهب الزوجة و تتبضع من الماركات العالمية …فهي بالتأكد سوف تجد مالم تره عيناها في غيرها من المتاجر العالمية…أيضاً الزوج فرصة أن يتقرب من أطفاله ..دائماً الأمانة العلمية تحملني ما لا أطيق]
في دبلن..تسمع حوافر الخيل و هي تجري في الشوارع بصوت متناغم جميل , و تحمل في عربتها بعض السياح الذين اتخذوا هذه الطريقة كحل رائع للخروج من المألوف من أجل التعرف على معالم المدينة , لا أعلم لماذا تستهويني تلك العربات في أوربا , و تعجبني ,و تروق لي , بينما عندما أراه في بعض البلدان العربية و هي تتلقى السياط واحداً تلو الآخر تأنف منها نفسي و من سائسها , هل أن احترام الحيوانات أدى لاحترام الأشخاص و من ثم نوعية العمل , أم أن العناية بها و الرحمة جعلاها أكثر متعة في نفسي .
أنا نسيم نجد …و لا يخفى عليكم من أنا عندما يمر بكم مثل هذه المناظر , أو تلك القلاع و الحصون , أو بعض المساكن و القصور , لست ممن يتأملها , و يعرف الحجر الذي صُف في بنائها ..أو ممن يعشق تكوينها و مراحل صناعتها , و من الذي وقف بباها أو سقط من حصونها ..إنني بصورة أكثر وضوحاَ أتأملها و بغض النظر عن مقاصدها التاريخية ..
في دبلن و عندما أمر بالقصور و الآثار…أتأملها و نفسي تسرح بعيداً حيث أهلها الذين عاشوا في ثناياها , أتأملها و أنظر إلى نوافذها فكم وجه حسن نفذ من تلك النافذة ؟ و كم ملك قد عاش وسط تلك القصور الفانية ؟ و كم من جيوش حاصرت تلك القلاع العالية ؟ كم من الأفراح عمرت تلك الديار ؟ و كم من الأحزان سكنت تلك الزوايا ؟ و كم من العمال عملوا في بناء تلك الدار؟…فكان الفناء مصير الجميع و صاروا أثراً بعد عين ..نسأل الله حسن الختام
في دبلن..إذا كنت تسير في ليلة ظلماء …أو في طريق صغير..أو بين مباني قديمة ..فلا تستغرب أن تصلك بعض الكلمات النابية , أو يعترضك بعض الأشخاص الذين يريدون يقومون بحركات من أجل أن يضحكوا عليك , أو لعلهم يريدون أن يقومون بشيء يستفزك ..فكما حدث لي حيث أتيت بطريق بعيدٌ عن العين ..فقابلني ثلاثة شبان و فتاتين , وعندما وازيتهم فإذا هم يصرخون بصوت جماعي في وجهي [ يالهوي بالي ] , فهالني و أرعبني ..و لولا الحلم و العفو و الأناة لانقضضت عليهم كانقضاض الأسد على الفريسة . و لكن ارتضيت أن أقرعهم و أوبخهم في صدري بدون أن أحدث ضجيجاً لمن حولي , فاحترام المشاة و أهل البيوت من حولنا أمر مهم بالنسبة لي [ لعلهم لا يسمعونني ]
في دبلن..يزاحم الطوب الأحمر..الطوب الحجري , و الذي يستمدونه من الجبال من حولهم , و هو ينتشر بالمباني التاريخية , و القلاع و الحصون . [ لا أعتقد أنني قد أتيت بمعلومة مفيدة ]
في دبلن..مررنا بهذا المبنى , و لا أعلم بالضبط عما يحاكي أو من أجله بني و وضع بهذا الشكل , و لكن أن يكون مبنى يصل بين طرفيه جسر ممتد و من فوق الطريق الذي يقسم ذلك المبنى إلى قسمين , يجعلنا نتأمل و نتساءل..هل خلف هذه الفكرة و البناية أمر مهم…[ لم ابحث…و لكن أنتم هل سيغريكم شكله بالبحث و التحري..من معرفتي بكم لا أعتقد ]
في دبلن…لن تجد مكاناً لناطحات السحاب العالية , أو المباني الزجاجية الفاخرة , أو العمارة الحديثة , لا أعلم لماذا هي بخطوات متعثرة في هذا المجال , و أما خارج دبلن فالبيوت الخاصة هي أكثر الدول جمالاً و فخامة و سوف أمر بإذن الله بتقرير خاص عن ذلك..
الطريقة الوحيدة لتجنب التعاسة أن لا يكون لديك وقت فراغ تسأل فيه نفسك فيما إذا كنت سعيداً أم لا…طبعاً القائل ليس نسيم نجد ,بل هو برنارد شو..و لا أعتقد أنك سوف تشعر بفراغ في أيرلندا فالشعب الأيرلندي لديهم قدرة على التواصل مع من حولهم , و التقرب على الغرباء الذين يزورونهم .لذا فليس هناك مجال لأن تسأل نفسك هل أنت سعيد أم…لأ
يقول برنارد شو…لو كان لديك تفاحة ولدي تفاحة مثلها وتبادلناهما فيما بيننا سيبقى لدى كل منا تفاحة واحدة. لكن لو كان لديك فكرة ولدي فكرة وتبادلنا هذه الأفكار، فعندها كل منا سيكون لديه فكرتين.
هنا أتيت من أجل أن أتبادل معكم المعلومات و الأفكار..فأتمنى أنكم خرجتم ببعض الفائدة..[ ولعلكم في أنفسكم تقولون .. لم تأتي بفائدة…فكيف تريدنا أن نعطيك بعض أفكارنا وفوائدنا…إذا يكفينا مروركم ولطف حضوركم ] ملحوظة : لكي تظهر الصورة لكم بطريقة مناسبة لطفاً ” عدل رأسك ”
في دبلن ..القطارات تعتبر شبكة حديثة , هي متوفرة بمناطق معينة , و تمتاز بأناقتها و جمالها , و لكن يجب أن تعلم بأوقات توقفها في المساء حتى لا تقع في مأزق عندما تريد أن تستقلها في رحلة العودة إلى الفندق ..
في دبلن …و عبر نهر الليفي تمتد الكثير من الجسور التي توصل بين ضفتي النهر , و هي بالغالب توصل بين شوارع أساسية في قلب العاصمة . و سوف تستمتع بمنظر السحب و هي تسير من فوق الجسور و النهر يجري بقوة من تحته , و الناس و السيارات يعبرون من خلاله , منظر يجعل كل الحواس تلاحق الزمن , و تحاول أن تجاري تلك الحركة الدائمة .
في هذه اللحظة…توقفنا ..و توقفت الحافلات السياحية في المدينة بعد أن أنهينا رحلتنا السياحة , قضينا خلالها أوقاتاًً ممتعة , و استمتعنا برؤية معالم المدينة بصورة رائعة مختصرة , و أنصح دائماً بأن تكون أول زيارات السياح لأي مدينة تبدأ من الحافلة السياحة فهي تجوب بالزائر أهم المعالم .
ألقاكم بجولة أخرى بإذن الله جديدة
نسيم نجد
مبدع دائما يا أبو عبدالملك
كعادتك دائما ..
فصيح اللسان
بليغ الكلام
رشيق العبارة .. ، تنتقل من فكرة إلى فكرة .. ، دون أن نكل أو نمل
اضافة إلى جمالية سردك ووصفك .. نجد جمالية الصور التي تسر الناضرين
لله درك يا أبو عبدالملك
ذكرت ايضا أن دبلن ممتازة لتعلم اللغة الانجليزية وخصوصا للمبتدين – أمثالي – ماذا لو سألناك عن المعيشة هناك هل هي غالية كـ انجلترا .. ؟
ثم هل فيها تنوع ملحوظ في الانشطة حتى لا يُشعر فيها بالملل ؟
كأني أكثرت .. ؟ .. آآآآآسف !
مبدع اخي الغالي كما عهدناك
استاذ ومحترف في خط العبارة ورسم الصورة
وجهة لم اعهدها بهذا الجمال الا من خلال هذا التقرير الاحترافي
دمتم لمحبيك
استوقفتني كثيرا عبارة ((الوطنية هي إيمانك بأن بلدك أسمى من باقي البلدان فقط لأنك ولدت فيه…))
الف شكر على التقرير المميز
أخي العزيز / ابو جوان
تحية طيبة..
و قدوم مبارك من يا استاذي
أخي الكريم..
و عمنا الفاضل..
أصبغت علينا ما يصعب تخيله فكيف بتحقيقه..
بارك الله فيك على حسن ظنك بأخيك..
اسعدني جداً مرورك الكريم..
و بالنسبة لأيرلندا
الشعب الإيرلندي شعب اجتماعي لذا فسهل جداً التأقلم معه و إكتساب المعرفة عن طريقة..فهم يسعون إليك ويتقربون منك …بعكس بعض الشعوب الأوربية
أما بالنسبة للمعيشة فلا أخفيك أخي أنني كنت خلال دورة و كانت أغلب المصاريف يتحملها العمل لذا لا استطيع تقييم المعيشة بالشكل الذي يرضيني أن أقدمه لأخي..
أما التنوع فموجود , و لكن صغر البلدان يشعر المرء بالملل , فليست دبلن بالمدينة الكبيرة و أما البقية فهي أصغر و بمراحل أكثر..
اخي الفاضل..ابا مشاري
مرورك الكريم..شهادة..
و عباراتك قلادة من الفخر أتزين بها..
فشكر الله لك قدومك
الصديق العزيز / أومس..
و أقول و التقدير هو مرورك الكريم على صفحتي..
و الحب هو علاقة وطيدة تربط بمن حولك سواءً عرفته أم لمتعرفه..
حياك الله أيها الفاضل..
لاشك انني انسى نفسي وانا اقرأ مما أعطيت من تعبير مميز يحملنا فوق سحب ايرلندا فنعيش بتلك الكلمات خيالا مبدعا تحت هام السحب في ابداع تلو ابداع وتميز ضمن ادبياتك الجكيلة …
اشكرك على تعريفك بتلك الدولة وكوني لم ازرها فلم أجد خبرا منك يصفها لي ..
اسأل الله لك الثبات والثواب وحسن الخنام ورحم الله والدينا وتقبل تحياتي
اخوك وائل الدغفق -رحال الخبر
تشرفت بمروري على تقريرك الرائع، وأشرك على أسلوبك الجميل واللطيف.