عفواً ..في هذا التقرير لا تبحث عن معلومة تاريخية فمن يريد ذلك فله أن يذهب إلى موقع .wikipedia ويكيبديا …فهو اعلم من صاحب التقرير و اقدر على جمع المعلومات من أطرافها ..
عفواً ….في هذا التقرير لا تبحث عن المسافات و المدن الشهيرة و كيف تقطع المسافات بينها بأفضل وسيلة . فمن يريد فعليه أن يذهب إلى maps.google .. و انظر إلي كيف تستفيد منه بشكل خيالي , بعد هذا..فهل تريدون أن أتفلسف و أشرح بطرق ملتوية كيف التنقل من مدينة إلى مدينة..
عفواً.. في هذا التقرير لا تنتظر أن يقدم لك صاحب التقرير أجمل صورة فموقع panoramio بانوراما لم يترك لنا مجالاً أن نستعرض مهاراتنا البسيطة , فلك ان تتصفح ألوف الصور عن أجمل مناطق إيرلندا بشكل عام , و دبلن بشكل خاص عبر الموقع الماضي أعلاه موقع panoramio بانوراما…
عفواً ..في هذا التقرير لا تنتظر مني أن أقدم لك أجمل وصف عن طرقات هذه الدولة , أو مباني تلك المدينة , فالسيد earth.google قوقل إيرث و إبن عمه wikimapia ويكيمابيا , قد أكلا كامل الكعكة عن الفقراء من أمثالنا . فعبرهما لك أن تحلق برحلة جوية رائعة بعدما تنزل برنامج قوقل أيرث برابطه الماضي , أو تحلق مباشرة من موقع ويكيامابيا بصورة فريدة جميلة ..
قد يقول قائل ..إذاً لماذا أتيت هنا… فأقول حبكم جذبني من أطرافي , و لطفكم قادني و أتى بي ..فلكم أن تستحملوا كلماتي…أو لكم أن تستحملوا كلماتي – لا فكاك –
مقدمة غير مشجعة : …عندما تجد الناس من حولك يتفحصونك من أسفل قدميك حتى آخر شعرة من رأسك ..و ينظرون إلى ملابسك , و وقد يبتسمون في وجهك بقوة , و ليس ذلك فقط …بل قد تسمع قهقة تصل إلى حد الضحك ..فتأكد أنك قريب من أيرلندا..
و عندما تجد الناس يحاولن أن يقتحموا عليك وحدتك أو خصوصيتك , فتأكد أنك في وسط أيرلندا.. بمعنى آخر هم مقاربين لبني جنسي من حيث البحلقة . حيث اللون الأشهب للنظرات, و العيون الواسعة الباحثة عن ثقب إبره في المرء و هيئته ..فكأنهم خرجوا للتو من بيوت طينية …أو أن بعض أصولهم عربية… لا تغضب فبعض الذم ..مدح و ثناء..
تراجع و ندم و عودة إلى طبيعة البشر : لا يعجبني الشعب الذي يسير بقوالب جامدة , و يعيش بخطط مرسومة دقيقة لا ينفك عنها قيد أنملة , و يخطط للمستقبل بالميكروملي أو اقل منه , و يمزق الماضي و ينساه بفرامة الورق , و يختم على العلاقات الاجتماعية بالختم الأحمر, و لا يحرك شعوره أي حدث غريب يمر من أمامه , بل تجده شعب أعزل من العواطف , يسير بالشوارع و لا يحرك طرفه أياً كان نوع البشر الذي يقابله ..و لا يحاول أن يحتك معهم أو يتعامل معم بأي ظرف…بين قوسين المكينة الألمانية كمثال…[ عندي عقدة منهم ]
البداية : اشتقت كلمة دبلن من dubh و linn فتكونت الكلمة dubhlinn و بالإنجليزية dublin و هي تعني البحيرة السوداء باللغة الايرلندية – كما قرأت عن ذلك – و الغريب أن الأجراس الموسيقية تكاد تختفي من التسميات الايرلندية – في نظري – فأسماء المدن تحمل بعض الثقل بالنطق فمدنها الشهيرة ابتداء من دبلن ثم أثلون و قلوي و غيرها من الأسماء..في نظري و سمعي لم ترق لي , بعكس المدن الفرنسية حيث أهل الحس و الذوق و أصحاب النطق و الأجراس الموسيقية المتناغمة ..فباريس تدلع باسم باغي , ثم آنسي , و ستراسبورق , و ليل , غيرها من مدن الريفيرا الفرنسية فهي أسماء تقطر رقة و خفة , و تكاد تتراقص حروفها من جمال تكوينها..- نظرة شخصية –
في رحلة دبلن ..عليك أن تسارع الخطوات مع كاتب الموضع . فالطرق مزدحمة , و المعالم كثيرة , و الوقت يكاد أن يضيق على الكاتب لسرد كل ما يجول في خاطره …[ ملحوظة لا تسرع كثيراً فمعلم دبلن الشهير يبدو مهولاً..فإن أصطدمت به فسوف تخسر الشيء الكثير ]
في دبلن القصور و المعالم لا تزال تحتفظ بشكلها الجذاب رغم تقدم العمر الذي تلمحه في طراز عمارتها , و برغم أنها عُمِرت منذ مئات السنين , و لكن لم يظهر على هيئتها , أو تبديه سنين الشيخوخة التي تقدمت بها…[ القصور و ليست المباني العادية ]
في دبلن …كل شيء يسير لخدمتك , كل الخدمات تصل إليك لتوصلك لمبتغاك و غايتك , و كل الدنيا تفتح ذراعيها لك من أجل أن تبدي لها نظرة أعجاب , أو بسمة حب , أو لحظة تأمل و ود…
دبلن..بلد تاريخ , و علم و عمل..هي شعلة أشعلت في الماضي , و هي رمز يضيء المستقبل للعالم , هي منارة للعلم , و رمز للشموخ و التطور …في عيونهم لحظات تأمل …و في حياتهم رمز جد و أمل…أبحث من بين تلك الوجوه فهل تجد وجه برنارد شو الأديب و المفكر ايرلندي صاحب كتاب ” محمد ” الذي أحرقته السلطات البريطانية في عهد سابق , فقد كان مثله الأعلى نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ..و لك أن تبحث عن الروائي أوسكار , و غيرهم من المشاهير..أما التماثيل التي أعلاه فهي جزء من تمثال O`connel و هي تقع في شارع أكونيلO`connel street الذي تسمى باسمه , و لا تسألني عن أكونيل و ماهيته ..فهل هناك أحد لا يعرفه – مخرج طوارئ و تصريفه -…
دبلن …يخترقها نهر الليفي The Liffey و هو يتمايل طرباً و عشقاً في جنباتها , و تتمايل بنغمة مشابهة له القصور و المباني على أطرافه ..
إذا قابلت معلم Spire of Dublin – حتماً سوف تقابله – فلا تحاول أن تنظر إلى أعلاه , فقد تسقط قبعتك إذا كانت تلبس قبعة , أو تتبعثر شعرات رأسك إذا كانت مصففة , حتى هنا و في هذه الصورة فلا تحاول ذلك فقد يقع شماغك و عقالك, فهو معلم دبلن الشهير حيث يتجه نحو السماء بارتفاع يصل إلى 120 متراً …
في دبلن تكثر المحلات التجارية , و الماركات العالمية , و يزدهر التسوق بالمجمعات التجارية الضخمة , و تحتوي على عدة شوارع شهيرةفي هذا المجال , فمن كانت معه زوجته أو ترافقه حماته , أو بعض أخواتها أو بناته , فمن الجميل ان يمر على تلك الشوارع ففيها ما لا يعرض في غيرها من المدن الأوربية , و جميل أن ينفض المرء مخباته في طرقاتها , فتحت كلمات المدح المعروفة و الثناء المتكررة و التي يرددنها السيدات الفاضلات , يهبل…يجنن …يأخذ العقل…يؤؤؤ ماعمري شفت مثله..فلك أن تختار الذي سوف يجننك ..أو يهبل فيك …أو يأخذ عقلك بالطريقة التي تعجبك .. – أنصح بزيارة تلك المجمعات لمدة ثلاث مرات باليوم و ليس بعد الوجبات بل بعد المرور على الصراف –
يقول برنارد شو: المرأة ظل الرجل عليها ان تتبعه لا أن تقوده [ نسيم نجد يقول مقولة خاطئة ]
أعتذر للسادة الأزواج من ذكر المعلومات أعلاه , و لكن الأمانة العلمية تحتم علي ذلك – ياعيني على الأمانة – , و للزوجات أيضاً هذه المعلومة , فإنه يوجد فنادق فاخرة وسط الأسواق لمن أراد أن يكون قريباً منها , فيكون الأمر للزوجات أكثر سهولة فكل الذي عليهن أن تأخذ محفظة زوجها و تتركه في سبات عميق حتى يفيق , و تكتب له ورقة بأن يقوم بتجهيز الأطفال و تحضير الأغراض من أجل رحلة المساء …المعذرة..أخشى أنني قد أكون قد تسببت بشرارة لمشكلة عائلية …فإن كنت كذلك فإليكم بداية مناسبة لتلك المشكلة – اريدها أن تكون مشكلة مرتبة – و ذلك من أقوال و أحداث الأديب الأيرلندي الساخر برنارد شو ..
فهذه سيدة ساءها ما تسمع من سخريته بالنساء فقالت لبرنارد شو لما قابلته…
لو كنت زوجتك لوضعت لك السم في القهوة..
فقال بكل سخرية : لو كنت زوجتي لشربت القهوة بالسم…
في دبلن…لك أن تختار الحافلات السياحية و التي تجوب بك طرقات المدينة , و تعرفك على معالمها البارزة بأقل تكلفة , و اقصر مدة زمنية . فهي أفضل وسيلة ..و بالمناسبة فهي شركات عدة يمكن أن تجدها في أماكن مختلفة بألوان مختلفة ..
في دبلن …و اعتقد في شارع O`connel street يقع مكتب سياحي , تستطيع من خلاله أن تحصل على نشرات و خرائط و رحلات سياحية و التي تنظمها الشركات المتخصصة في المدينة . أيضاً سوف تجد موقف الحافلات المخصصة للرحلات الخاصة بجولة المدينة…
في دبلن …و في الحافلات التي تجوب بك المدينة سوف تستمع إلى شرح وافي عن معالمها , و أماكن الزيارة التي سوف تمرون بها , و تاريخها , و كيف نشأت؟ و كيف بنيت ؟ و كيف تم الحفاظ عليها؟..سوف تسمع ألف كيف ؟!..إذا كنت ممن تهمهم المعلومات التاريخية فارعي سمعك للمتحدث..أما إن كنت من أمثال صاحب هذه المقالة فضع ظهرك على المسندة و أجعل الهواء يعبث بشعرك حتى تنتهي الجولة..
في دبلن..و في أوربا بشكل عام لا تحاول أن تتعرف على كل قصة من قصص التماثيل الموضوعة في الطرقات أو أمام القصور الأثرية , فلهم في كل زاوية تمثال يمثل حدثاً معينناً , أو يحكي تاريخ حقبة زمنية , أو يمثل تاريخ تلك الأمة..
في دبلن..قد تواجهك تلك القبة Custom house و هي تشير إلى مكاتب التصدير و الاستيراد , قد يبدو مظهرها جذاباً ..و الساعة تدور عقاربها من حولها.. و السحب تسير من فوقها…
في دبلن..سوف تجد الكثير من البيوت القديمة المبنية بالطوب الأحمر فيها من مظاهر العمر المتقدم ,و برغم أن الأمطار تكاد تغسلها طول أيام السنة , و لكن يبقى لمسحة السنين أثر على جبينها . و الذي لاحظته من مظهر تلك البيوت أن النوافذ واسعة بشكل كبير , و لا أعلم لماذا هذا الاهتمام الكبير بحجم النوافذ خاصة أن أغلب أوقات السنة عندهم قارصة البرودة , و لكن قد يكون خروج الشمس بأوقات محددة خلال الأربع و العشرين ساعة يجعل أهل تلك البلدة يحرصون على أن يستفيدوا من كامل أشعتها ..- أراه تحليل يوافق ما في نفسي و هو أقرب للخطأ من الصواب – و لكن الذي يدفعني لذلك أنه لا يعجبني أن لا أبرر لكم ما أراه من خلال الصور , خاصة أنني قد أحجمت عن ذكر المعلومات في هذا التقرير..
في دبلن..و مما يلفت الانتباه بشكل كبير…أن الأبواب تأخذ ألواناً صارخة , و تشكل في الشوارع لوحة بألوان مختلفة , و هذا يكاد أن يكون سمة تميز شوارع دبلن بل إيرلندا بشكل عام , و لم أجد تبريراً منطقياً لها , و إن اردتم أن أبحث عن تبرير فصاحبكم لديه و لكن يخشى أن يزيد غضبكم عليه..أيضاً مما يلفت الانتباه لهذه الصورة وجود تلك العربة الصغيرة , و التي حطت رحالها في الكثير من شوارع دبلن , و هي تؤجر من قبل المكاتب السياحية لمن يريد أن يقوم بجولة في أطراف المدينة , و لكن لا أعتقد أن مثل هذه السيارة تناسب أن تطبق في دول الخليج و إلا لوجدت السماء قد امتلأت شمغاً و العقلاً…و لكانت فرصة لأصحاب النظرات الفضولية أن يتعرفوا على مقاس أحذيتك ..
.
في دبلن..قد يكون منظر النوافذ باعثاً على التفاؤل و التأمل ..فكل نافذة قد زينة بحديقة صغيرة , و كل نافذة هي أجمل من أختها , و كل نافذة تغني الطيور من حولها..
في دبلن…تكون المفاجأة..و يظهر لك و بوضوح حبهم للزراعة , فهل رأيت أعجب من هذا المنظر , و كيف حرص أصحابه على أن تكون كل المبنى بشكل واجهة نباتية متنوعة الألوان , جذابة الشكل..- لا أخفيكم أنظر إلى الصورة و ابحث عن صنابير المياه التي ترويها –
في دبلن…الخضرة و الطبيعة ترافقك أينما كنت , بل تقترب إليك حيثما ذهبت , و تتسلق المباني من اجل أن تفوز بنظرة من ناظريك..
فليس أمامك أمام إلا أن تخرج إليها و تبتسم لها , و تهديها وروداً تعبر عن حبك لها …
في دبلن..الحياة بريئة من كل مظاهر صخب المدن الكبيرة , فدبلن بلدة صغيرة برغم أنها عاصمة دولة نشرت أسمها في أصقاع العالم , فمخترعاتهم , و أجهزتهم الإلكترونية تصل إلى أيدي المستهلكين في أطراف الأرض …برغم ذلك احتفظت بهدوء عجيب و براءة ناطقة بكل جميل..
هل انتهت دبلن…بالطبع لأ…و لن اذهب بإذن الله حتى تندبل أكبادكم من صاحبكم [ إندبلت الكبد بمعنى أنها ملت و ضاقت بلغة بعض أهل نجد العامية ]
• في الختام يقول برنارد شو : شهرتي تزداد مع كل فشل
ألقاكم في حلقة جديدة …إذا كان هناك من سوف ينتظروني بعد فشلي هذا ..نسيم نجد
شكرو تقدير لأخي العزيز مرابط و الذي كتب بشكل واسع عن دبلن خاصو و إيرلندا بشكل عام و استفدت من تقاريره
—
نسيم نجد…
www.naseemnajd.com
مدونة سياحية….و اكثر..
مدينة حلوة بس مو ذات جمال باهر تستحق 65% من الجمال