( هذا الموضوع هوعبارةعن رسالة موجهة إلى صديق يريد أن ينقذ صديقه من الخجل )
أخي الفاضل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد أطلعت على الموضوع من قبل و لكن أخذتني الأيام بمشاغلها و لم تفكني إلا أن نالت مني بنصيبها , فاليوم أعذرني على التأخير و ليعذرني أخوتي أن أعيد الموضوع إلى الصفحة الأولى فقد هممت أن أرسل الرد عبر رسالة خاصة , لولا أن وجدت بريدكم ممتلئ فوجب علي أن أضعه هنا .
أخي الفاضل ..
هل تسمح لي أن أخاطب صديقكم مباشرة , فذلك بالنسبة لي أجدى و أكمل لأن أصل إلى قلبه , و بدون أن أضع بين سطوري ضمائر و إشارات تدل على حديث ينعطف ألف منعطف قبل أن يصل لقلبه , و أنا الذي أريد أن يصل حديثي إليه من القلب إلى القلب و مباشرة و بدون أي حواجز , أضع هنا بعض الحروف التي أتمنى أن تكون شيئاً في طريق من يعز عليكم , فاليتأمل هذه الكلمات و هي كلمات من أخ مجتهد فلعل الله يكتبها في موازين الأعمال الصالحة , و لعل الله أن يكتبها في صحائف الأخوة المتبادلة بين المسلمين و إن الم يتعارفوا بينهم .
أولاً : الفرق بين الحياء و الخجل
فعن الحياء يقول الإمام ابن القيم رحمه الله مقولة جميلة : (.. حقيقة الحياء أنه خُلق يبعث على ترك القبائح، ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق، والحياء يكون بين العبد وبين ربه عز وجل فيستحي العبد من ربه أن يراه على معصيته ومخالفته، ويكون بين العبد وبين الناس).
فالحياء هي صفحة حميدة و ميزة فريدة تحملها النفوس الصافية و تضطلع بها الأرواح الزكية . فلقد أثناء عليه الرسول صلى الله عليه و سلم في أكثر من موضع , و أشاد به صلى الله عليه و سلم في أكثر من حديث . فتأمل هذه الأحاديث التي تخاطب الروح و تجمل النفس بكل خصلة جميلة . فعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ((الحياء لا يأتي إلا بخير )) وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((دعه فإن الحياء من الإيمان)) وهو خلق الإسلام ؛ لقول سيِّد الأنام عليه الصلاة والسلام (( إنَّ لكل دين خلقاً ، وخلق الإسلام الحياء ))
و يكون الحياء مذموماً عندما يسكت المرء عن الباطل أو أن يتأخر بالتقدم للخيرات أو أن يستحي من التفقه بالدين أو الصمت أو الوقوف في مواقف التي تستلزم الصبر و الحلم , و الحياء بحق النساء ألزم و أجمل .
أما الخجل فيقول : أ . د. عبد الله السبيعي .. هو الامتداد المرضي للحياء، فالحياء صفة محمودة، والرسول صلى الله عليه وسلم كان أشد حياءً من العذراء في خدرها. ولكن الخجل زيادة في هذا الحياء المحمود، تصبح مصدراً للحرج والألم النفسي والمعاناة، وقد تعيق المرء عن ممارسة حياته بشكل طبيعي. و الحياء والجراءة طرفين لسمة واحدة من سمات الشخصية، فمن الناس من هو أميل للحياء ومنهم من هو أميل للجراءة. لكن البعض قد يأخذ الحياء أو الجراءة دليلاً على ضعف الشخصية أو قوتها غير مدركين أن الشخصية القوية في مكان أو زمان ما قد لا تكون كذلك في مكان آخر أو زمن آخر , وبالتالي فليس هناك مصطلح علمي أسمه الشخصية القوية أو الضعيفة، بل هناك سمات سلبية وسمات إيجابية تزيد وتنقص في بعض الناس دون بعض. والخوف هو الشعور المسيطر على الذين يعانون من الحياء المرضي أو الرهاب الاجتماعي. انتهى كلام الدكتور
ثانياً : تقييم النفس خطوة أولى .
أخي العزيز بعد هذين التعريفين يجدر بنا أن نقيم أنفسنا , و لكن يجب و بقوة أيضاً أن لا تتداخل الأمور في داخل عقولنا وتحدث إرباكاً لنفوسنا . قد يسير بنا خط الحياء المحمود في خط مستقيم رحب جميل فهنا لا بأس و درب منه لا خوف, ولكن عندما نخشى أن نصل إلى منحنى مجهول هو منحنى الخجل المذموم , فعند هذه النقطة يجب أن نفكر و نقدر و نزن ما بأنفسنا هل هو خجل أم حياء و منها ينطلق العلاج ,فهذه الأعراض التي تعترضنا يستحسن بنا أن نتأملها قبل استخدام العلاج لها , فبرأيي أن إهمال بعض العوارض التي تنغص حياتنا هو أمر خطير و لكن تفخيمه و تكبيره أخطر و أعظم .و كذلك يجب أن نتفحص هذا السلوك فقد يكون بنظرنا أو بحكمنا أنه سيئ و لكن بواقع الأمر هو ليس كذلك , فنجد مع الأيام هو حسن أو مفيد أو لعله ليس بالصورة التي نحن نخشاها أو نخاف منها أو تقلقنا أو أن الناس ينظرون إليها بمثل منظارنا .
من وجهة نظر خاصة أيضاً ,أجد أن علماء النفس بحثوا عن نفس بشرية كاملة لا يتخللها نقص أبداً , فأخذوا يقيسون عليها و يطالبون بجعلها مقياساً عاماً لهم , فهم أخذوا كل المقاييس المثالية و القيم المعتبرة لكل نفس فبدءوا يفندون و يخالفون كل صغيرة و كبيرة لا تتقاطع مع شخصيتهم المثالية المعتبرة و التي لا حدود و لا وجود لها بأرض الواقع بالضبط إلا من خلال دراساتهم و مبادئهم التي يؤمنون بها , و بالتالي أصبح الحصول على تلك الشخصية أمر محال , و شُخص كل من يصاب ببعض الأعراض منها على أنه مصاب بمرض الخجل أو الرهاب , بينما الواقع قد يكون الخجل الاجتماعي موجود في كل فرد من أفراد المجتمع بنسب مختلفة , يقل و يزيد , و يتغير و يثبت , و ترتفع وتيرتة في مواقف و تقل في مواقف أخرى , و ينشط في الأزمات و يخف في الاستقرار , لذا يحسن بنا أن لا نخشى , أو نعتبر أن كل عارض , أو كل نوع من تلك الأنواع هي مرض , بل إن وضع أسمه العلمي ” الرهاب ” , أو وضعه أمامنا كمرض اجتماعي فبهذا الوضع يفت من عزيمتنا و يقلل من حماسنا لتجاوز مثل هذه الأزمة البسيطة , و يدخلنا في دوامة غير محسوبة العواقب , لها أول و ليس لها نهاية من التفكير الدائم , و قد يجر مع الأيام إلى اكتئاب أو ضيق أو انعزال أو كره أو إشفاق على النفس . لذا فالنبدأ مع أنفسنا بحلول مبسطة تبتعد عن التعقيد و تبتعد عن وهم المرض إلا إذا كانت الأعراض خطيرة جداً جداً . أما في عرض الحالة التي أمامي فإن صاحبها له ثقه بالنفس , و له إنجازات تدل على ثقة عميق بقدراته, و له أعمال تدعم تجاوزه لهذه المرحلة التي يمر بها بكل سهولة , و ذلك لأن الإنسان الذي يرسم أهداف و يستطيع أن يتجاوزها أمام الآخرين أو من أجل الآخرين , فحتماً و بإذن الله تعالى سوف يتجاوز المعوقات العارضة له بأيام حياته لخاصة .
أخي الكريم دعني أضع لك بعض حالات الخجل و هي أمثله و عليها فقس…
هناك من يخجل لخوفه من الفشل و عدم تحقيق الهدف , و هناك من يخجل لماضيه و ما يحتويه , و هناك من يخجل بفعل طبع دائم فيه , أو تربية أسست نفسه عليها , و هناك من يخجل لبلاء ابتلاه الله فيه من خُلق أو خَلق أوجده الله فيه . أو أي شيء يجده بنفسه , أو غير ذلك من واضع الخجل من مواجهة الناس أو الشك بنظراتهم أو الريبة بتصرفاتهم أثناء وجوده بينهم أو خوفه على نفسه من محاولات التدمير التي ترسل إليه كإشارات من عيون الذين يراقبون أفعاله أو خوف يحمله كوهم بنفسه عن الآخرين…أو أكثر من ذلك ….فكيف نتصرف حيال ذلك في النقطة التالية الحديث أكثر عن ذلك ..
ثالثاً : كيف نواجه الخجل :
أخي الكريم قبل البدء بالحديث عن العلاج , ضع دائماً هذا الحديث أمام عينيك فهو خير زاد لليقين و رفع مقدار الثقة بالنفس , و معرفة مقدار النفع و الضرر الناتج من التعامل مع الآخرين . قال ابن عباس : كنت خلف النبي صلى الله عليه و سلم يوما فقال : ياغلام أنى أعلمك كلمات : أحفظ الله يحفظك ، أحفظ الله تجده تجاهك .. إذا سألت فاسأل الله .. و إذا استعنت فاستعن بالله .. واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك … وان اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك . رفعت الأقلام و جفت الصحف ). فمع هذا الحديث أي شيء أعظم من حفظ الله , فمهما بلغت النفس من خوف , فخوفها من الله أعظم , و معرفتها بقدرة الله أكبر و أجل و أكمل , و مهما بلغت العيون من حولك من تتبع و ملاحظة و تسجيل و تحليل فهي في صفحة القدر المكتوب و لن يضرك من فعلهم شيء .
خطوات لمواجهة الخجل :
1. الثقة و اليقين بأن الحل قريب و أن الدواء بين سورتي الفاتحة و الناس فالإكثار من قراءة القرآن هي أول خطوات العلاج , ففيه طمأنينة و راحة و سكون و علاج , وهذه القراءة يجب أن تتسم بالصدق و الإخلاص , و لا تكون من باب تجربة الشيء للعلاج فإن أفاد و إلا فلم يضر , فذلك قدح بالعقيدة و حقيقة التوكل , فاليقين اليقين و الثقة أن العلاج بين تلك الآيات .
2. اليقين الكامل بأن الدعاء هو حل لكل معضلة و نجاة من كل مشكلة , فالنصرف بعض وقتنا في اللجوء لله , و الوقوف بين يديه ,و طلب أن يسهل الله خطواتنا , و أن يكفينا شرور أنفسنا و من حولنا .و ذلك بتحري أوقات الإجابة و الدعاء و السعي و بذل الأسباب , و يدخل في هذا الباب الحفاظ على المتطلبات و الواجبات الدينية و على الأوراد اليومية للصبح و المساء و بعد الصلوات فهي نجاة . كما لا يغيب عنا أننا عندما نذكر هذه النقطة و النقطة الأولى أننا نذكرهما و اليقين يملأ قلوبنا بأهميتهما و أنهما هما مفاتيح الحل الصحيح و ليس نذكرهما من باب الواجب الديني فقط الذي يمليه علينا ضميرنا .
3. يجب أن نقرن أي عمل نقوم به بنية احتسابه في سبيل الله و الإخلاص له, مهما كان هذا العمل بسيط , من أمور عامة أو خاصة كبيرة أو صغيرة من واجبات للمنزل أو للأهل أو للعمل أو للمجتمع بل كل خطواتنا في مراحل حياتنا , فالإسلام عظيم عظيم , ألم ترى أنه كتب على المصلي أجراً بخطواته إلى الصلاة و هي أصلاً واجبة عليه , و لكن ليدفع المسلم أن يحتسب حياته كاملة لله تعالى , فأنظر إلى حياة الرسول صلى الله عليه و سلم فالآية في سورة آل عمران تدل على احتساب كل الحياة في سبيل الله و كذلك مايجريه الله سبحانه و تعالى بعد الممات (161) قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) , يا أخي تأمل العالم كله من حولنا يهرب من الموت , و المسلم يدعوا الله ليلاً و نهاراً أن يموت في سبيله , أليس هذا شيء عُجاب , أليس هذا شيء يدعوا لأن نتفكر بأننا عندما نحمل نفوس تحمل هم هذا الدين أو تبذل كل حياتها في هذا الدين , فإن نظرتنا للحياة تتغير عن نظرة الآخرين من حولنا حتى و إن كانوا من بني جلدتنا .فاحتساب الأعمال لله أمره عظيم , فعندما نقرن الاحتساب مع أعمالنا , سوف تصغر نظرات الناس من حولنا إن , بل سوف تصبح نظراتهم لنا لا قيمة لها أو ميزان , لأن حساباتنا و نظرتنا أعلى من كل نظرة , لأن عملنا نقدمه لله و نخشى من شيء واحد فقط وهو أن لا يقبله الله تعالى , و نخاف من شيء واحد فقط و هو أن يشوبه شيء لغير الله , و نخجل من موقف واحد فقط و هو أن لا يوازن نعم الله التي أنعم الله بها علينا .
4. يحسن بنا أن ندرس حالات خجلنا و أن نعرف مواقف الخجل و اتخاذ إستراتيجية و خطوات محددة للتعامل مع مثل هذه المواقف .
5. كتابة مواطن القوة في النفس و حث النفس على تنميتها و متابعة التغيرات الحاصلة لها عبر الأيام .
6. معرفة الأشخاص ,و كيفية التعامل معهم ,و معرفة ماهي السبل المثلى بطرق الالتقاء مع رغباتهم .
7. إذا كان الخجل من الحديث أو الوقوف بين الناس أو خشية نظراتهم أو الخوف بالتلعثم بالكلمات عندهم فلكل داء دواء, فيستحسن أن يتم تحريك اليدين أو الإمساك بأي شيء يتم الاشتغال به أثناء الحديث ,أما البصر فيستحسن أن يتخيل المرء أمامه صور ذهنية لمواقف جميلة حسنة , تدفعه بالابتعاد عن نظرات من حوله , أما السمع فيحسن أن يتم التركيز على حديثك أنت و جعله مرجعية لك و بعزلة عن الآخرين , و على ذلك فخط طريقك و أمشي مشية الواثق من نفسه , وضع أمام عينيك أن لكل مشكلة حل فقم بوضع حل مناسب و تصرف بتصرف يتوافق مع الموقف .
8. أما الخجل من الحديث أو المواقف التي تتم مع ممن هم أكبر سلطة منا , أو المطالبة بالحقوق أو دفع الضرر , فيتم ببناء نفس واثقة من الله و أن النفع و الضرر بيده و أن يكون حديث ابن عباس أمام عينيك في كل وقت قال ابن عباس : كنت خلف النبي صلى الله عليه و سلم يوما فقال : ياغلام أنى أعلمك كلمات : أحفظ الله يحفظك ، أحفظ الله تجده تجاهك .. إذا سألت فاسأل الله .. و إذا استعنت فاستعن بالله .. واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك … وان اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك . رفعت الأقلام و جفت الصحف.
9. أما الخوف من القيادة و أخذ زمام المبادرة بالرئاسة , فهذا يحتاج إلى معرفة الإمكانيات و رفع القدرات و استنباط الفوائد من المثل الناجحة في المجتمع , لذا فالنتدرب على القيادات الصغيرة , و النبدأ بقيادات بسيطة ثم نصل إلى مراحل عليا , و لعل المرء حينما يتذكر بعض النجاحات التي و صلها في حياته فحتماً سوف تدفعه للمزيد , فهذا يدل على أن لديه استعداد كامل للقيادة , فالذي استطاع أن يقود نفسه و يروضها على العمل و أن يصل بها إلى طرق النجاح , فمن الممكن أن يكون لديه قدرة على ترويض النفوس الأخرى و الوصل بها إلى مكانة مرجوة , و كذلك من الأماكن التي يتدرب المرء فيها على القيادة هي قيادة الأسرة و الأبناء أو الاجتماعات العائلية حيث الضغط أقل و الفرصة للنجاح مهيأة أكثر .
10. الخوف من النقد و توجيه اللوم أو عدم النجاح , هذا سبب من أسباب التراجع في النفسية , و النكوص على العقب , و الخجل من التقدم بالعمل , أو التخاطب , أو المحاورة أو المناقشة , لذا لو نظرنا لمن حولنا لوجدناهم قد خالطت نجاحاتهم أخطاء فادحة , و أن وصولهم للقمم قد صاحبه وقوع أكثر من مرة , و أن خططهم قد فشلت عشرات المرات قبل أن تصل إلى الحل الصحيح , و لكن كل عثرة أو وقوع قد استفادوا منه درساً . و لعل مثال المكتشف الذي أجرى العشرات و إن لم تكن المئات من التجارب , و كل تجربة يجريها يجد أن تخمينه للوصول للحل كان خاطئاً , و أن النتائج لم تكن كما قدر لها , فسؤل عن تجاربه الكثيرة و مالذي استفاده من هذا الكم الهائل من الأخطاء التي وقع فيها , و حجم الوقت الذي خسره بمتابعتها , فقال : لقد أثبت للعالم أن كل تلك الطرق التي سلكتها لا توصل إلى حل , لذا قد سهلت عليهم الطريق , و اختصرت لهم الوصول للحل الصحيح , و كفيتهم شر العناء عبر تلك الطرقات , لذا الكثير من النجاحات أساسها أناس أسسوها و لم يكملوها . و لعلي أشير هنا إلى شريط قديم مفيد للشيخ الدكتور / ناصر بن سليمان العمر أسمه النمل الأبيض , و لعل المستمع و الذي يبحث عن النجاح , أو العمل أو يريد أن يطلع على العمل الجماعي و أهميته أن يستمع إلى هذا الشريط مع وضع بالبال أن الحديث المسموع قد تستمعه و توجهه بحسب حاجتك إليه , فقد يتحدث شخص عن الألفة بالشركة و التعاون بين المدير و الموظفين و يستفيد المستمع بشكل غير مباشر في استنتاج العلاقة بين الأب و الأبناء و بناء العائلة . و هكذا ..
11. معرفة مواطن التميز علن الآخرين و تنمية تلك القدرات و طبعها بعد تطويرها على كثير من الأعمال التي تمر علينا في حياتنا , بل يمكن أن يعمل المرء على التمرن على تمارين خفيفة بالمجتمع , فيجعل له نصاباً معروفاً يومياً من التمارين , فيسلم على إنسان غريب , و يبتسم بوجه آخر , و يخاطب آخرين علن العمل , و يتصل ببرنامج على الهواء مباشر , و يناقش عبر الحوارات الإنترنت ليعرف كيف يتفهم نفسيات الناس , المقصود أن الحياة واسعة , أن سبل التمرن كثيرة فعلينا أن نسعى إليه و أن لا ننتظر أن تأتي إلينا هي بنفسها .
12. قد نجد حلاً لمشكلاتنا عبر روابط الإنترنيت الكثيرة , و لكن لنعلم أنها تحتوي الغث و السمين , و أن مايناسب غيرنا قد لا يناسبنا , لذا فيجب علينا أن نحورها بما يتناسب مع حالنا و واقعنا , و مبادئنا التي نؤمن بها . و لنعلم أن الأمر في الإنترنيت قد يفخم أو يكبر أو يزاد منه بقدر غير معلوم , لذا لا تخالطنا شكوك في نفوسنا فنحن أعلم منهم بها , و ماينطبق على الإنترنيت كذلك ينطبق على الكتب التي تقدم حلولاً لمثل هذا النوع .
13. تذكر المواقف الصعبة و التي نجح الفرد بالمرور فيها و كيف أنه تجاوزها و بسهولة و استطاع أن يتغلب عليها . فذلك حري بأن يدفع النفس أن تستمر في طريق نجاحها و أن تتجاوز معوقاتها , و أن تحاول مرة أخرى بتكرار خطواتها .
14. الاحتفال الجماعي بخطوات النجاح , كتحقيق نجاح في مشروع أو ترقية أو فوز بمسابقة أو أي مناسبة سعيدة , وذلك بعمل حفلة لأصدقاء و الأهل و الأقارب , فذلك يدل الآخرين على نجاحك , و كذلك يثبت هذا النجاح في نفسك , و يجعل لها ذكرى عظيمة في قلبك .
15. ضع نصب عينيك عند الفشل أن الأمر بيد الله و أنه مكتوب بالقدر و أنك عملت مايجب أن يعمل , و أن الخيرة قد تكون خافية على بني البشر , و تذكر حديث أمنا أم سلمة عندما توفي عنها أبوسلمة فدعت الله أن يخلفها خيراً منه , فتقول إنني أقول في نفسي و من أفضل من أبي سلمة , فعوضها الله بخير البشرية الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم .
16. أكتب بطريقة سلسة جميلة خطوات تجربة ناجحة , و أجعلها أمامك في لوحة بارزة و أنظر إليها كل حين .
17. لا تدفع نفسك لمواقف أكبر من صبرك و تحملك و لكن خذ نفسك بالتدرج .
18. أقدم على كل تجربة و كلك ثقة بالنجاح , و أعلم أن خوضك لأي تجربة هو نجاح بحد ذاته .
19. عمل تجربة اختبار لعمل سوف تقدم عليه قبل و تخشاه به هي طريقة مثمرة لبعض الأشخاص .
20. أنظر إلى من حولك إلى أنهم بشر , و الخطأ بالقول أو النظر ممكن , فعندما تحمل نفسك بهذه النظرية فسوف تقبل منهم النقد , و سوف ترضى لنفسك أن تقع في الفشل كأي بشر , و سوف تقتنع أن تقيمهم قد يكون صحيحاً و قد يخطئ طريقه .
21. تذكر أن من يعمل و يفشل بكل تأكيد أفضل ممن لا يعمل أبداً
22. ضع في قلبك مساحة كبيرة للحب , فذلك حري أن يجعل أخطاء الآخرين لها مكان من العذر و القبول , و حري بأن يجعل نظرات و أقوال الآخرين لها تفسير ايجابي لديك .
23. الاحتكاك بمن لهم نفس الميول و نجد في نفوسنا و نفوسهم توافق و التقاء و الاستفادة منهم و تجاربهم بالحياة .
24. دراسة بعض التجارب الناجحة من حولنا و كيف يستطيعون تجاوز مواقف يمرون بها مثل مواقفنا .
25. البحث عن ملجأ بعد الله نشكو له عن مشاكلنا فلا يعدم المرء من جليس خير يرشده أو يسليه أو يدفعه للتقدم بحل مثل مشكلته .
26. وقفت على أناس , كان الخجل هو سمة بارزة من سمات شخصياتهم , بل إن المرء منهم لا يستطيع أن يتكلم بالكلمات البسيطة , و لكن رأيتهم بعد أن سلكوا طريق الهداية , و اقتنعوا بالعمل من أجل هذا الدين , رأيتهم يمسكون المجالس من أطرافها , و يناقشون بقوة و يعرضون رأيهم بجرأة , فتعجبت أن اختفى لباس الخوف و الخجل , فهنا بانت لي حقيقة أن النفس تصل لمبتغاها متى ما كان مخزونها النفسي مهيأ بشكل يدعمها و يرفع من ثقتها بنفسها , فأحتفظ بنفسك بمخزون نفسي كامل لمواقفك الذي تريد أن تقدم عليه , و أدرسه دراسة تامة تجعلك تقدم عليه و بثقة , و عندما أقول هذا القول فإن أي عمل إيجابي أو موقف يظهر فيه المرء يعتبر مكاناً لنظرات الناس من حوله . لذا بث في نفسك العزيمة و الإيمان الداخلي و الثقة .
27. الانضمام لبعض الدورات الخاصة برفع مستوى الثقة بالنفس , و دورات التواصل مع الآخرين , و دورات تحسين الإلقاء و دورات التعامل مع الآخرين , و عندما نأخذ مثل هذه الدورات لا نعتقد أنها حل أكيد أو يقين لا يخالطه شك بنجاحها , بل هي استزادة و جرعة في سبيل الوصول إلى حل أو على أقل تقدير هي حلقة من حلقات تطوير النفس و الذات .
28. كذلك مما يجدر أن نستفيد منه و أن نأخذ به هو الطب الحديث من علم النفس , وقد قفز قفزات جميلة مع الأطباء المسلمين في العصر الحديث و خاصة ممن يلمون بحياتنا الاجتماعية , فأصبحوا يعلمون خفايا النفس المسلمة و يعلمون مصادر الجذب و النفور ببواطنها , وذلك بمعرفتهم كل المؤثرات المحيطة بالفرد , فمن هنا يستحسن أن نزور الثقات منهم , لنعلم إلى أي مدى وصلت حالتنا و أي الخطوات التي يجب أن نسير عليها , و لقد نصحت البعض بزيارتهم فوجدوا لديهم خيراً كثيراً و حلاً بإذن الله مفيداً .
29. تعلم مهارات التعامل مع الآخرين و المستمدة من ديننا الحنيف , التبسم و إلقاء السلام و مساعدة الآخرين و حق الجار و عابر السبيل و حق العباد و قبل ذلك حق الوالدين , فهذه الأمور و وعيها و حفظها يجعل النفس تقبل على أي عمل و بداخلها فرح وسرور لأن العواقب جميلة , ففيها إدخال سرور على الآخرين و فيها أجر من رب العالمين , و كذلك من أجمال مايجمل النفس المؤمنة أن لأخيها المسلم حق في غيبته , فمحرم غيبته و محرم شهادة الزور عليه و حفظه في نفسه و أهله , فمع التفكر بهذه الأمور تلبس النفس البهجة و تجعلها بأجمل حلة .
30. عند مواجهة النقد من الآخرين أو الحوار معهم , لنضع نصب أعيننا أننا بحوار مع عقولهم فالنخاطب عقولهم , وبدون أي تعصب لآرائنا , بل و نجعل في حضرتنا أن حوارهم لنا يدل على مدى حبهم لنا , و أن مواجهتهم لنا هي في سبيل رفع مكانتنا و تصحيح مسارنا .
آسف فقد أطلت الحديث و آمل أن يكتب الله فيها سبب خير فإن وفقت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان فاستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوكم /نسيم نجد
www.naseemnajd.com
يسلمووووووووووووووووووووووووو
والله جاني نفع على هاذي الخطوات للخجل وتقدم وتحسن لك مالاجر و والثواب الله يسلمكم ماقصرتو عوافي سلامي لاهل الموقع وراعيه الله الله اكبر .
الله يعطيك العافيه على هذا المجهود الرائع والخجل مشكله يعان منها الكثير وانا منهم طبعا لكن ساقول اني خجوله بالسابق لكن الان لن ادع للخجل في حياتي وانا انصح كل خجول انه في وقت الحوار مع الناس او مكان الاجتماعات لايفكر في شكله كيف يكون ولا عن نظرة هذا الشخص له بل يعكس هذه الاشياء على الناس ويقلل من الاهميه في الذات لانه سوف يصيب فعلا بالحرج ولا يدع لنفسه المجال في التفكير بها بل يفكر في النقاش الذي يدور او الموضوع الذي يتحدث به بعيدا عن شكل الوجه والا كيف هذا الشخص يراني ومن هذه الاوهام..انا الحمدلله بدأت بتقوية نفسي ولكن الذي دئما يؤلمني هو احمرار الوجه عندي الذي يفضحني كثيرا .. الحمدلله على كل حال .. ارجوكم ادعولي بالسعاده والزوج الصالح.. اسفه ع الاطاله