خواطر سياحية : (وع) يا (دبي)
وصلت دبي وتأكدت بالفعل من المقولة التي تكررت على مسامعي أكثر من مرة ولم أصدقها إلا بعد أن لامست أقدامي أرض دبي وهي أن: كل ما نطح السحاب وعلا وأرتفع في دبي فهو نتاج غسيل أموال, , وكل تغير وتقدم تعيشه دبي هو أيضاً نتيجة غسيل أموال عالمية وجدوا في دبي المغسلة الأفضل والأنسب والأكبر لغسيل أموالهم؛ نعم وقد لامست ذلك بنفسي من أول وهلة, فالابتسامة التي يستقبلك بها أول فرد في مصلحة المطار حتى أخر فرد يودعك في طريق العودة تدل على أن هناك غسيل أموال شامل (وبالشامبو المعطر) مما أثر على هرمونات الابتسامة لديهم فأصبحوا يبتسمون لمن يعرفون ومن لا يعرفون, وبسبب وبدون سبب فانطبقت عليهم الحكمة “الابتسامة من غير سبب من زيادة الأدب” ..ولكن هيهات هيهات أن تنطلي علي ابتساماتهم الجميلة فلدي قناعة راسخة أنهم يستترون خلف هذه الابتسامات من أجل إخفاء غسيلهم.
كذلك من يشاهد طرقات دبي التي (تلمع) وتحظى بمستوى نظافة قلما تجده إلا في مدن محدودة من العالم؛ فإن ذلك مؤشر يجعلك تجزم أن الغسيل قد فاض و وصل للشارع وأنساب, فلم يسلم منه صاحب الأجرة (الليموزين) فصاحبنا قد (تروش) بأموال مغسولة فهو يتكلم بلغات, ويحرك العداد كما النظام, ويربط حزام الأمان, ويتقيد بقواعد المرور, ويلبس ملابس تليق باستقبال الضيوف, ولا يتحدث إلا فيما يعنيه, فمن المستحيل أن يسألك عن قبيلتك, ولا عن وجهتك التي قدمت منها, ولا يسألك عن عدد أولادك وزوجاتك, أومقاس ملابسك..فقط يتحدث بالقدر الذي تريد..إن كنت تريد..إنه غسيل الأموال يارفاق..فاحذروه..
في المقابل وعندما تلتفت ذات اليمين أو ذات الشمال أو ترفع عينيك أعلى وعلى جسور معلقة تجد الميترو يتبختر على جانب الطرقات, ويمر بِعُجب بين ناطحات السحاب, ويتراقص فرحاً وطرباً وهو يلبس ثيابه الزاهية, وعندما تدقق المشاهدة لنوافذ الميترو تجد خلف كل نافذة راكب مبتسم, فكونت مجموع النوافذ معرضاً متنوعاً من ابتسامات الشعوب حول العالم , مما يجعل حنقي عليه يزيد ويجعلني أقول بلا تردد أو أرتياب: تباً لك أيها الميترو لقد نلت نصيبك من المال الفاسد ففسقت, و تكبرت, ولبست ثوباً لا يناسب ثوب دول الخليج, فكنت بمشيتك الغربية تحاول تغريب أهل الصحراء.
وفي الفندق تجد الطامة..أسعار رخيصة (أتقوا الله ياهيئة دبي للسياحة) وخدمات راقية, وفرش وثيرة وإطلالات رائعة, فالشقق التي سكنتها في الدور 48 وهي تطل من أحد الجهات على شارع زايد الذي يعج بالحركة, وفي الجهة الأخرى يطل على نوافير برج خليفة التي تجلب الراحة, وكل دور يحتوي فقط أربع شقق (ليس كما يفعل بعض ملاك الشقق في بلاد الواق واق من تأجير ماتحت الدرج وفي السطوح مع الحمام والدجاج والفروخ) . كل شقة تحتوي كل ماتحتاج من الإبرة حتى غسالة المواعين والملابس (انتبهوا هنا فيه دليل على الموضوع فيه غسيل), والغرف والصالة والبلكونة فيها من النظافة ما إن يجعلك تقسم غير سائل أنها لم تسكن من قبلك, وفيها من السعة والأثاث الفاخر مايجعلك تتساءل هل أنا في عِلم أم في حلم, فيأتيك رجع الصدى أنت في (دبي الحلم)
نعم دبي تغسل كل يوم أموال الفساد الإداري فتسقط عن جسدها الأدران, وتغتسل كل لحظة من (الجناية الكبرى) سرقة الأموال العامة التي تهد (حيل) المدن الخليجية, دبي تتطاول فيها الناطحات لتغتسل كل يوم برذاذ السحاب لتقول للأعراب نعم نحن لدينا غسيل ولكن ليس أي غسيل, غسيلنا يظهر رقياً وتقدماً في الخدمات, وغسيلكم يظهر في حفر الطرقات, دبي تأخذ أموالنا ثم تعطينا خدمات تقابل كل هللة مما أخذته منا…ياعرب نريد غسيل أموال كغسيل دبي..
ملاحظة : إياك أيها الثائر من بلاد الموزنبيق أن تقول لي أنها تحتوي على كذا وكذا من مواقع الخنا, فهنا أناقش الخدمات التي فقدتها أنا هنا, وهنا أذكر المحاسن التي لم يجد البعض له عذراً عندما فرط بها بنوه هنا.
معاني الكلمات :
(وع) معناها : ألي مايطول العنب حامض عنه يقول
هذا مدح يشبه الذم،،،،،،، كان تفلت على مطار دبى،،،،،،،،،ً،،،،،،،ًعلشان محد يحسده ،،،، 😉 ,,,,,,,,,,,,