لوحات مائية من الأراضي القصيمية ** بحيرة العوشزية **
منطقة القصيم اليوم في عيد..
فأرضها بحيرات..
و سماؤها ملبدة بالغيوم – وقت كتابة التقرير-
و أهلها و الزائرين في فرح عظيم..
فهم يعيشون الحلم الجميل..
رأيتها من قبل عبر صور الزائرين…
فحلمت أن أسير على تلك البحيرة المائية في أرض العوشزية
– قرية صغيرة شرق منطقة القصيم –
فأغدو كمن يمشي على خيط ماء …
فتداعب أمواجها أقدامي..
فأنتشي طرباً ..من روعة المنظر ..
من منظر بحيرة تكون ..بفعل قطرات المطر..
و أرقص رقصة الفرح..بقطرات الندى..و نسمات الهواء
فأردت أن تكون الأحلام ..واقعاً ألمسه.. و حباً أصنعه..
فعزمت على أن أذهب إلى تلك البلاد بقصد الأطلاع و الزيارة..
أصطفت صغيرتي ..سيارتي – من باب التدليع و التمليح – بجانب السيارات العملاقة الكبيرة ..
و التي تحاول أن تتجاوز البحيرة بمشقة..فهي تقدم و تحجم..
ثم عزمت و تجاوزت كل عقبة …
إنه منظر جديد على أبناء تلك البلدة …بل على كل أبناء تلك المنطقة ..
تلك كانت بعض أحلامي..
و لكن لم تكن فقط هي كل أمنياتي ..
بل لدي أمنيات أخرى كثيرة ….
سوف ترونها في ثنايا هذا التقرير المائي..
فقط…ضعوا أيديكم بيدي..
فسوف أريكموها… كشمس الحقيقة..
و أتمنى أن تحسروا عن ملابسكم بعض الشيء..
فإنني أخشى عليكم شيئاً واحداً…
و هو أن تعتقدوا أنكم تسبحون في بركة مائية ….
من هول ما سترون من بديع صنع الرحمن…
و عطاء الكريم المنان…
و عندما نبدأ …فلا تعتقدوا أنكم بأرض سراب..
لأنكم لم تصدقوها بسهولة…و لم تروا مثل هذه الأعجوبة ….
إلا إذا كنتم قد ذهبتم إليها و صار تقرير هذا ” خبر بايت ” ..
و يباع اليوم ببلاش بعد أن كان بالأمس خبراً بفلوس …
فسوف أخسر بجانب الوقت الذي أضعته في الكتابة و التصوير …
أنني لم أستطع أن أرسم ابتسامة على وجوهكم المبتسمة …
أو أن أصنع تعجب تبرق منه عيونكم اللامعة..
ماسبق ليس لغزاً ..
أو رسماً بالحرف يراد منه الدعاية قبل أن تتم الرواية …
أو يقصد به التهويل قبل أن أفرغ من كتابة الحكاية ..
بل هو واقع ملموس سوف تصدقه الصور..
و تحسون به بعد أن أبدأ بنثر الحروف ..
فحينها سوف يذهب الشك باليقين .
إنها رحلتي التي كانت من… أمنياتي ..
فلا بأس أن تشاركوني إياها…
فكما عهدتكم تحبون الإطلاع على كل جديد من أخبار الأصدقاء – وضعت نفسي صديقاً لكم – و لي الشرف ….
فلا تبخلوا بإطلاعي على أسراركم المائية في رحلاتكم البرية ..
لامست أقدام صغيرتي أرض تلك البلدة ..
و وجدت العجب العجاب من أرض تلك البلاد..
فأرض القصيم تزينت بزينة عليها جديدة..فريدة ..عجيبة..غريبة..بل هي مهيبة
فأرض الجَمال و الجِمال و الصحراء ..
قد صارت مستنقعات بامتداد البصر حتى التقت مع السماء..
و السماء قد تحولت من ألوانها الناصعة الزرقاء إلى داكنة سوداء
فهل يعقل أن هذه هي أرضنا..
و هل يعقل أن هنا إشارة تحذر المارة بأن هناك بحيرة ..
و هي أرض بالأصل رملية قاحلة..
هل يعقل أن يتم التحذير من خطر المستنقعات ..
بعد أن كان التحذير من أرض نائية تؤدي بعابرها إلى المهالك و الممات..
هي سنن الله , و صنع الله الذي أمره بين الكاف و النون…
فلله الحمد على جميل صنعه …
و نسأله أن يكون من لطفه و أن يبارك لنا فيه ..
في تلك الرحلة أخذت صغيرتي الأخرى ..
و علقتها على كتفي ..حتى تكون قريبة من قلبي..
إنها كاميرتي التي لا غنى لي عنها… ” طبت مساء ياصغيرتي الكانونية ”
لم أطق صبراً…
ففي حين غفلة من أبي خطوت خطوات إلى تلك البحيرة …
لأرى كيف تكون اللقطات الملتقطة المنتظرة..
فهذه الزيارة جعلتني في فرصة ذهبية ..و مواجهة مباشرة مع البحيرة..
لقاء مع طبيعة جديدة …في أرض عريقة..
( لا يصيبكم الظن أنني قد ذهبت إلى البر ببنطلون جنز …
و لكن أحسنوا الظن بأخيكم ..
فقولوا بأنفسكم أنه سروال السنه …
قد نيل بنيلة زرقاء حتى إزرق زرقة قاتمة )
أثناء سيري لمحت من بعيد سيارة قد أهلكتها السنون..
و فككتها الطرق و أكلت منها الأيام..
فدققت النظر..فإذا هي بالفعل بالغة بالقدم..
و فيها من التبختر و الكبر الشيء العظيم..
و وددت أنني لو نزلت منزلتها..( يابختك )
و لكن قلة خبرتي ..
بالصعود إلى معالي الرمال ..
و ضعفي في منازلة رؤوس الطعوس ..
و قلة خبرتي في الرقي إلى مرتفع النفود..
جعلني أتحسر ألماً أن فقدت ما أعطاه الله..
( هنيالك ياصاحب العراوي – عليك بالعافية )
بعد جولة ..و صولة هنا …و هناك..
أردت أن أستريح استراحة محارب ..
و أن أخطط للأمر كما ينبغي أن يكون..
فخلعت نعلي – أكرمكم الله – ( سوف أتخلى عن أحذية هذه قريباً فقد ذاقت من ويلات الدهر سنون كثيرة فتم تخصيصها لمنازلة الأمطار الغزيرة )
و مددت فرشتي التي طرزت بحبال حريرية بلاستيكية….
ليست فاخرة إيرانية بل صينية كجلد حية..
فجلست أخطط و أفكر و أتأمل المنظر ..
و لم أعلم بالوقت حتى سقطت الشمس خلف المغيب ..
لكن ..هل إنتهت الحكاية..
لا أظن ذلك ..فبين الشروق و المغيب حكايات..
فهناك مايقارب 200 صورة..
أريد أن أخبركم…
أين ألتقطها ؟ و كيف ذلك ؟
فلا تذهبوا بعيداً ..
فأخشى أن تندموا كثيراً…
كل ذلك إنتظروه …
و سوف تجدونه في حلقات بإذن الله قادمة ..
إنما هذه مقدمة بسيطة..
أما الآن فأستودعكم الله..
حتى تحين ساعة الشوق …
و تشرق شمس وجوهكم ..
فتستدعي ضعف حروفي مرة أخرى ..
ألقاكم على خير..
محبكم / نسيم نجد
www.naseemnajd.com
مناظر وصور جميلة يارب اجغل هذه البلاد غى خير وجمال وامان مشكور ياخى ونتمنى المزيد
المصرى