اليوم هو عرض للحلقة الأخيرة من هذه الرحلة البسيطة …
مررنا على منتزه الردف و الذي يشهد حركة تطويرية واسعة ..
و في زاوية منه وجدنا مغامرات شبابية لتسلق بعض الجبال الموجودة…
وبرغم أن تنمية الهوايات مطلب , ولكن أن يتم ممارسة مثل هذه الهوايات بدون أن يتم التجهيز لها و أخذ أسباب السلامة و الحيطة يعد ذلك مضرباً من مضارب المخاطرة الغير مأمونة العواقب .
فقد اختار مجموعة من الشباب المرور من بين الصخور حتى يصلوا إلى قمة الجبل ..
عبر طرق ضيقة , و صخور ملساء ناعمة , و ممرات صغيرة …
و بدون أن أدنى وسائل تلك الرياضة الخطرة …
أيضاً كان لنا إطلالة على طريق الهدا الذي يشهد إصلاحات عدة لكي يكون طريقاً مزدوجاً للحجاج والمعتمرة ..
و يتم العمل فيه بشكل متواصل حتى يريح المعتمرين و الزائرين لتلك المنطقة…
و هنا أخذ فندق المريديان قد أتخذ فوق سفوح الهدا مطلاً رائعاً لمن أراد المتعة والفخامة .
قمنا بجولة في البساتين الصغيرة , و القرى القريبة من منطقة الهدا …
حتى استقر المكان بنا للغداء بمنطقة جميلة…
الختام :
بعد أن استمتع الأطفال بمنتزهات الطائف ..
و التجول في ربوعها و منتزهاتها…
وبعد أن ألقينا نظرة على تلك المدينة الرائعة …
بمنتزهاتها و مبانيها و مصايفها…
وبعد أن تجولنا في الكثير من حقولها …
و مررنا بين معظم جبالها …
وبعد أن شربنا من كأسها المصفى..
ونهلنا من ينابيعها العذبة …
و بعد أن استظلينا بأشجارها الباسقة..
و شاهدنا أنواع منها عدة…
و أكلنا من ثمارها اليانعة…
بعد ذلك حانت نظرة الوداع…لهذه المدينة الرائعة..
و كان الرحيل …
فجمعنا أغراضنا و جهزنا سيارتنا…
و أخذتنا منعطفات الطريق إلى مدينة أخرى ليست بعيدة عنها…فنلقاكم بإذن الله بها…
النهاية :
الطائف أرض سياحية رائعة …ولكن ينقصها أشياء عدة من وجهة نظر شخصية ..
• فيجب أن يكثف عمال النظافة في أوقات الصيف و أوقات الذروة كأوقات الحج و العمرة . فرغم جهود بلدية الطائف ولكن العمل أكبر من أن تحيط به إمكانياتهم المجهزة لأيام السنة .
• التكرار في نوعية المنتزهات , و عدم الابتكار يجعل السائح وكأنه يدور في حلقة مفرغة , و لكن بأسماء مختلفة . فالتجديد و العمل على وضع برامج سياحية تناسب كافة الأعمار و المستويات مطلب مهم . و التواصل مع أصحاب المنتجعات و إطلاعهم على مقترحات جديدة من أجل الوصول إلى رضاء السائح و إعجابه أمر يجب أن يخطط له قبل شهور من بدء الموسم السياحي .
• المرتفعات , و القرى القريبة , و الجو الرائع , وكثرة الأماكن السياحية , و وجودها كمركز انطلاق للعمرة من كافة دول الخليج , و قرب المدن المقصودة للسياحة للطائف يجعلها في عين السائح و يجعلها تحت ملاحظته , فمن أعجب فيها فسوف يعود ويكرر الزيارة , و من صدم منها فلن يمر إلا مضطراً , لذا الأماكن القريبة للميقات يجب أن تحسن , و مداخل المدينة يجب أن تكون ذا نظرة توحي بما تحتويه عروس المصائف , و المطار و هيئته يجب أن يكون نموذجاً للتعامل الراقي مع طالبي السياحة .
• الميقات و برغم الجهود العظيمة المبذولة ,وبرغم الازدحام المستمر طوال السنة , و لكن يحتاج إلى اهتمام أكثر خاصة الباحات الخارجية للمسجد , و كذلك دورات المياه كافة , ونوعية المحلات المحيطة , و التنوع بمعروضاتها , وحسن تنفيذها .
• الطائف و في خضم زحمة الصيف تفقد البلدية السيطرة و الرقابة , فمبيعات الشوارع , و الإهمال من أهل الشقق و الفنادق و المساكن . و المظهر العام للشوارع يجعل العين تفقد كل المناظر الرائعة التي شاهدتها , ويبقى منظر الاتساخ الذي يسبغ الكثير من تلك الأماكن .
• تقنين الأسعار في المساكن و الفنادق , و المراقبة الدائمة لها . و ذلك حتى لا يتعرض السائح للإبتزاز .
• في بعض الدول الأوربية أجد أن الأكياس البلاستيكية تباع بمبالغ معينة . مما يضطر المشتري لعدم أخذ مالايحتاج منها , ويضطر الغالبية إلى أخذ حقائب قماشية خاصة لأغراضهم والتخلي عن تلك الأكياس التي تشوه المنظر العام للمنتزهات و الأماكن الطبيعية , و هي من أعداء الطبيعة فهي لا تفنى أبداً و لها عمر مديد و إن أحرقت تسببت بتلوث الجو بشكل لغريب .
بارك الله في الجميع
نسيم نجد