الحلقة الثالثة :
هناك أكثر من مطالبة من الصغار و بعض الكبار أن نخصص أكثر من وقت لمدن الألعاب – إن صحة التسمية – وذلك من أجل المغامرة و الترفيه و التشويق , و الطائف تحتوي على الكثير و الكثير من مدن الألعاب , فيها المخصص للصغار و منها ما هو مخصص للكبار , و كان الحرج كل الحرج أن الصغار يريدون أن يركبوا بلعب الكبار الخطيرة , و كان العسر كل العسر أن أبنائي الكبار يريدون أن يركبوا اللعب الخطيرة , و التي يتقافز قلبي رعباً بمجرد رؤيتها و هي تحمل المراهقين و المراهقات و هم ينتشوناً طرباً من هول ما تذيقهم من بأسها . الأم – ريحانة نجد – تحلف أيماناً مغلظة أن لا يركبونها و إن وصل الحد إلى المخاصمة و المقاطعة , و أبنائي يضحكون من خوف أمهم و وجلها عليهم , و ثم يحتكمون إلي في المسألة , و بحكم أنني أكبرهم , و أعلمهم بالخطر المحدق بالألعاب , و أكثرهم خبرة بمثل هذه الملاهي ..فإنهم يرجعون إلي و يقتنعون من رأيي و بسرعة , و ذلك عبر سياسة محددة أنتهجها بديمقراطية عفوية غير متكلفة , فيقولون والعيون تكاد تسيل من الدموع يا أبتي نريد أن نلعب بالألعاب المخصصة للكبار , و أن نجرب المغامرة مثلما يجربونها كل الناس من حولنا , نريد أن لا نكون أقل الناس في هذا الميدان , نريد أن لا يشير الناس إلينا بالجبن أو نوصم بالخوف أو يلمزنا الناس بأن أبناء نسيم نجد لازالوا صغار يخاف عليهم من الألعاب . أحسست أن الأمر خطير و أن الموضوع فيه انتقاص لقدر العائلة النجدية , و أن فيه من خوارق الشجاعة الشيء الكثير , فقلت لهم أذهبوا فأنتم الطلقاء . وقالت ريحانة نجد كيف يلعبوا بهذه الألعاب الخطرة , أو على أقل تقدير أذهب يانسيم نجد وألعب معهم . أحسست برجفة , و غصة , وأن الشجاعة تكاد أن تتبخر . لولا أن ألهمني ربي أن أرد برد منطقي يعيد لي توازني , هل تريدنني ياريحانة نجد أن ألعب بألعاب الأطفال بعد أن بلغت هذا السن . هداك الله , لم يمهلنا أبنائي أن نرد أو أن نقطع الأمر …فإذهم يلوحون بأيديهم من فوق الألعاب و الحمد لله أنهم صعدوا بدون أن نحس أو ندري و إلا لكانت كبيرة أن يقال لي أصعد إلى الألعاب ثم يتضح أنني أخافها أشد مما أخاف من الأسد الضرغام …و الغريب في الأمر أنني دائماً ألاحظ أن الفتيات أكثر جرأة على ركوب أخطر الألعاب , و لا أعلم هل الفتاة أكثر شجاعة أم أنها أقل تحسباً للعواقب – أعتقد أنني وقعت في مطب عظيم – فاستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم…
في الطائف تنتشر مدن الألعاب في أماكن عدة…
و أن كان طريق الهدا أكثرها شهرة…
في الطائف لا يخلوا منتجع أو منتزه من تلك الألعاب…
وليس ذلك فقط بل معها جلسات رائعة ..
و أماكن مخصصة للتأجير باليوم أو الساعة…
في منتجعات الطائف تحتوي على أماكن للترفيه.. و أسواق للبضائع المخفضة ..
– عندهم أغراض يهبلن كل شيء ببلاش فقط بـ 120 ريال أو أقل أو أزود على حسب رواية أم الجيران أم عدنان –
و محلات لكافة الأعمار مناسبة…
في الطائف لك أن تختار المناسب من الحدائق فبعضها يحوي جلسات واستراحات والبعض الآخر أماكن للترفيه و مجمعات…
في الطائف الحياة رائعة …
و الأماكن تستحق الزيارة…
والزيارة أجواؤها عائلية..
و العوائل لا يكفون عن المطالبة بصرف الأموال الطائلة…
و لو أكملنا الرواية لقلنا أن المفتاح عند النجار و النجار قد أغلق محلة و ذلك متأثراً بأزمة الرهن العقاري في أمريكا..
في المنتزهات تقام احتفالات ومهرجانات.. ألعاب و مغامرات…
من ضمنها عالم الثعابين العجيبة…
حيث يبتلع من يقوم بهذا العرض السم بفمه ..
وهذا الطفل الصغير كان أكثر جرأة من بعض الكبار ..
حيث وضع الثعبان في فمه…
و كانت هناك محاولات عدة ممن حوله …
و الحمد لله على السلامة أنهم لم يطلبوا من صاحبكم هذا الأمر…و إلا لأنكشف المستور …
نلقاكم بإذن الله بخير
السلام عليكم
عودا حميدا
لا أبالغ على الإطلاق إن قلت
أن أجمل جو وجدته فيما زرت من مدن ومناطق
هو جو الطائف في الصيف ..
سبحان الله !
معتدل ليس بالحار أو البارد ,
ليس بالجاف أو الرطب .
ولي ثلاث سنوات لا أفوّت صيفا
دون أخذ نصيب منها .
غير أنها تفتقد بعض المقومات :
توفر السكن الجيد , النظافة العامة !
ولقد قيل في الشعر العربي القديم :
تشتو بمكة نعمةً
ومصيفها بالطائف
ألعاب المغامرة ..
فعلا تتميز مدن ألعاب الطائف بها .
ومبدئي فيها :
أن الصغير أقوى قلبا من الكبير .
ومتى وجدت مستوى الأمان والصيانة فيها مناسبا
أحث الأولاد عليها لتقوى قلوبهم , وليتمتعوا بطفولتهم أو شبابهم .
والله الحافظ !
أنا أحب الطائف