مدينة زيلامسي..هي أحد مدن الريف النمساوي..و تتميز ببحيرتها الصافية و التي تقع بين جبال خضراء فاقعة..و تعد زيلامسي في السنوات الأخيرة من أهم المنتجعات العالمية و ذلك لما تحتويه من طبيعة خلابة و أجواء معتدلة و تنوع في المناشط..
هذا الكرسي على ضفاف بحيرة زيلامسي ينتظر السياح الذين ينزلون لديهم كل صيف و يأخذون بتأمل الطبيعة من حولهم, فالسحب تتراقص من حولهم و القطرات تداعبهم و أمواج البحيرة تلاطفهم, و أشعة الشمس تظهر هنيهة ثم تغيب عنهم..
في جنة زيلامسي..الأكواخ تتناثر على أرض لطبيعة..فمنها من يحب أن يكتشف كل الجمال فيصعد لأعالي الجبال..و منها من يحب أن يرحب بالسياح فيكون على جانب الطريق..و منها من وقع في حيرة من أمرة هل يكون في أعلى الجمال أم يكون لطيفاً مع الزوار؟!..لذا فتجده قد توقف في منتصف الطريق..
في زيلامسي تحتار العيون..هل تتأمل الجبال بأشجارها و خضرتها…أم تتأمل البحيرة بزرقتها..أم تتأمل السماء بصفائها..و لا يقطع جمال ذلك التأمل إلا نسمة تهب…أو قطرة من سحابة تسقط…أو ورقة من شجرة تتحرك ..أو صوت البط الذي في البحيرة يسبح..
تبعد منطقة كابرون النمساوية مايقارب 25ك عن مدينة زيلامسي..و هناك حيث يتحول صيف النمسا إلى شتاء..و ينعم زائري تلك المنطقة بحمام شتوي رائع, يزيل هموم الصيف, و ينسي النفس ماعلق بها من حر الحياة, و يعيش السائح بين صفاء السماء و نقاء تلك القمم الثلجية..
الطريق إلى قمة كابرون الجليدية في لنمسا يحتوي على ثلاث محطات للتوقف..فلما توقفت في المحطة الأولى رأيت جنة الله في الدنيا..و أعجب مارأيت تلك الأنهار التي سالت من أعالي الجبال, فنزلت على تلك الأرض الخضراء فسالت بلا خدود, فكأنها خشيت أن تجرح الطبيعة بقطراته, و تهادت تلك القطرات فهي تمر من بين زائري الطبيعة فترحب بهم, و تمر من بين الأبقار و تقيسها من عذب مائها..فسبحان ربي ما أعظم خلقك..
عندما حلقنا فوق الأجواء الأوربية..وجدت أن السحب تحجب عني بعض حسنها..و يظهر بعضها الآخر من بين تلك القطع..فأجد الأرض قد تزينت بجمال يفوق التصور..فالمزارع قد تكونت بأشكال هندسية عابثة..فبعض مزارع القمح قد استوى عوده و تحول من الخضرة إلى الصفرة, فحان حصاده..و بعض المزارع قد حرثت أرضه و قلبت تربته فظهر لون الأرض الطيني القاتم, و بعضها لا يزال يحتفظ بجماله,و بين تلك الحقول يتراقص نهر بخيلاء و يمر بين المزارع فيسقي منها كان منها بحاجة إلى سقاء, فسبحان رب الأرض و السماء
الزهور في زيلامسي..تزين كل مكان..ومنها نوافذ الأكواخ..فالنوافذ تتباهى بينها أيهم أجمل..فعندما تخرج إلى الشرفة تجد أن كأس الطبيعة بين يديك..و هذا الكأس متنوع بمحتواه..و عندما تفتح أستار النوافذ فيجد الساكن أن الزهور قد تحملت ظروف البرد و الهواء من أجل أن تحظى تلك الزهور بنظرة عشاقها..
في زيلامسي لديك صورتين من الجمال..صورة التي تظهر لديك على الطبيعة..و الصورة الأخرى هي الصورة التي تعكسها البحيرة على صفحتها..فعندما ينزل المرء رأسه فيجد تلك الصورة تحت قدميه..و عندما يغادر تلك المنطقة فإن الصورتين تجتمعان و تشكلان صورة ذهنية بديعة لا تغادره أبد الدهر..
الأشجار و الزهور من أعلى قمم الجبال في زيلامسي النمساوية ..تمد عنقها من أجل أن تستمتع بمنظر البحيرة التي تقبع تحت تلك الجبال..فهي تترقب تلك البقعة و تتأمل حال أهل تلك البلدة..و تنظر لهم بغبطة و تتمنى أن تعتقها جذورها فتفك من أسرها من أجل أن تزور تلك البقعة الطبيعية و أن تلامسها عن قرب..
في حدائق أوربا الطبيعية..تتزين تلك الحدائق بكؤوس نقية من المياه تترقرق من خلال أفواهه خشبية..هذه المياه المستمدة من الأنهار يجدها الزائر باردة كالثلج نقية كالبرد..و لم يكتفوا بذلك فقط بل زينت تلك الينابيع بأحواض خشبية قد نحت بشكل رائع تجعل المرء المرتوي لا يتوقف عن الشرب إلا من أجل أن يعود بناظريه ليستمتع بالطبيعة من حوله ثم يعادون لينهل من نهر الطبيعة الخالد..
على مقعد الطائرة تتوق لأن يعلن قائد الطائرة عن قرب موعد الهبوط..فهذا يعني أنني سوف أفتح نافذة جديدة على العالم..و أن أكتب سطر جديد في صفحة مشاهداتي..و أن أعيش عيشة أخرى يتجاذبني فيها جمال الأستكشاف و حنين العودة إلى الوطن..و بينهم أعيش جمال التجربة الجديدة..فأتوب أن لا أعود..فأعود..
جناح الطائرة دائم يرافقني في سفري..فكأنه يسليني في عالمي الجديد بين السماء و الأرض..جناح الطائرة قد أجده بعض الوقت يومض بنوره فكأنه يغمز لي بأن لا أخاف من المجهول الذي أعيش به أو مقدم عليه..جناح الطائرة يخترق الهواء و السحب و يتحمل كل ذلك العناء من أجل أن أصل إلى نقطة اللقاء..فسبحان من سخر لنا هذا..
هذا القارب في بحيرة من بحيرات النمسا قد أعياه التعب..فاختار أن يستريح تحت ظل تلك الشجرة..فالأمواج الهادئة قد تكفلت بهدهدته كما تهدهد الأم طفلها..النوم يتسلل إليه و بهدوء و بدون أن يشعر أن النوم قد غشاه..فالنوم هناك حياة جديدة مليئة بأحلام سعيدة هي جزء من تلك الأرض الفريدة..
تنتشر في النمسا البحيرات..و كل بحيرة أجمل من أختها..تتشابه تلك البحيرات بالجمال و تختلف بمقدار ذلك الجمال..السحب تقدم من خلف الجبال من أجل أن تزور تلك البحيرات..و الأنهار تنزل من أعالي الجبال من أجل أن تعانق قطراتها أرض تلك البحيرة..و الأشجار و الزهور تطل عليها من كل جانب و تزودها بجميل عطرها..
في قطعة من قطع النمسا الفاتنة تزيح الأشجار ستارها لتكشف عن محاسن تلك المناطق الرائعة..و من على الضفة الأخرى ترقد مساكن النمساويين على شاطئ البحيرة فيعش السكان بعيشة بين سعيدة بين محاسن تلك الطبيعة ..
في زيلامسي النمساوية..كل شيء يعيش بألفة ..عائلة سعيدة..جبال جميلة..بحيرة فاتنة..و سماء صافية..و ينظر إليهم بحب زهور قد تجمعت من كل أرض..لتشهد هذا المشهد و تسبح بحمد ربها..
في هذه البحيرة النمساوية تم وضع السياج حولها..و ذلك من أجل أن لا تأخذ المتأمل آماله فيسعى لعناقها..فيغرق في هواها و هي التي لم تكتب له وحده..بل كتبت لكل عشاق الطبيعة من حولها..
في النمسا..الطرقات الصغيرة توصل السياح إلى قمم الجبال..بيسر و سهولة..فهي تتهادى من بين الجبال… و تمر من بين أغصان الغابات و تجاور سياج الحقول..حتى تصل إلى المقصد..و هذه الطرق الصغيرة بعرضها لكنها جميلة ببنائها و قوة رصفها..فهي برغم غزارة الأمطار و كثرة مرتاديها من السياح و لكن يجدها الزائر ناعمة مصقولة فكأنه يمشى على قطعة من حرير..سؤال لماذا طرقنا تبدو كئيبة كالحة؟!
في النمسا..الأكواخ تنتشر في رؤوس الجبال..و برغم ذلك يتسلل إليها طريق إما معبد بطبقة من القار الأسود أو تجدها قد مدت يدها عبر طرق ممهدة بصورة جميلة رائعة…
في النمسا..تتوزع البيوت الخشبية الصغيرة في المزارع المنتشرة..هذه البيوت يتم صيانتها و الحفاظ عليها فبدت في غاية الجمال..و هذه البيوت خصصت كمخازن لأصحاب المزارع..
في النمسا..يتم قطع الأشجار من رؤوس الغابات فكأنهم يريدون أن تظهر رؤوس جبالهم بشكل أجمل..و عندما أزيلت تلك الجذوع بان جمال الأرض و تضاريسها..و بدت الأعشاب تظهر زينتها على تلك الأرض و كأنها تقول : لقد حان لي أن أشارك بجمال تلك الأرض…
يتجاور أهل الأكواخ في النمسا مع الطبيعة..و يعيشون وسط حقولهم بعيشة سعيدة..و عندما تشرق عليهم الشمس كل صباح تقبل الزهور في الحدائق..و الأشجار في قمم الجبال..و وجوه الأطفال في النوافذ..و حيواناتهم في حظائرها..
من يرى هذا الكوخ في النمسا يعتقد أنه كوخ مهجور..و لكن من يتأمله و يرقبه بعد حين سوف يجد أن الحياة تدب فيه و من حوله..فعند الغروب تأتي الأبقار و الماعز من مراعيها..و يأتي الراعي و دوابه من أطراف تلك الأرض و وهادها..و ترى الفلاح قد حمل على عاتقه الخضروات التي ألتقطها..و تبصر العامل قد أحضر أغصان الأشجار التي قطعها..فيضعها في ذلك الكوخ الصغير من أجل أن يستعين بالحط على برد ليل تلك الجبال القارس..
هذا المنظر التقطته بعد شروق الشمس بلحظات..كانت الحياة صامته..و الطبيعة هي المتحدثة في ذلك اليوم..حرصت كل الحرص أن أخرج من الفندق في صبح باكر..قبل أن تخرج الطيور من أعشاشها..و قبل أن يستيقظ الناس من نومهم..و قبل أن تتفتح الأزهار من أكمامها…و قبل أن تتساقط قطرات الندى من أوراقها..لقد حرصت أن أكون الوحيد الذي يشاهد الكون بجماله و هو يستيقظ على نور أشعة الشمس الذهبية…
في النمسا..الطبيعة تدعوك لأن تسبح الله كل حين..و أن تتأمل خلق رب العالمين..و أن تسأله الفردوس الأعلى كل حين..الطبيعة في النمسا تجعل المرء يقول إن كانت هذه جنة الدنيا فكيف بجنان رب العالمين..إذا كانت هذه بحيرات و أنهار و زهور الدنيا ..فكيف بما لم يخطر على قلب بشر…اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى مع الأنبياء و الصديقين و الشهداء و أن تجمع معنا والدينا و أبنائنا و من نحب فيك و من يحبنا فيك..آمين يارب العالمين
في النمسا…السياج تحمي الطبيعة و الزهور تخشى أن تطأها قدم بغير قصد..فتفقد زهرتها في أول مراحل عمرها..و تفقد متعتها بالعيش في تلك الأرض الندية..لذا فليس مستغرب أن تجد مد البصر و قد أنتشر به الزهر..و ليس من المستغرب أن تجد في القطعة الواحدة قد تنوعت ألوانها و أشكالها..إن تلك الجبال إنما هي باقة متنوعة من زهور الطبيعة الرائعة…
في النمسا..من بين الجبال تتبختر الأنهار..فهي تذوب من قمم الجبال الثلجية و تأخذ طريقها من بينها تتسلل بين الصخور..و تمر من بين سوق الأشجار..و تنحت في الأرض الخدود..و تسير إلى هدف معلوم..حتى تصل أقرب بحيرة لها..
ومضة : سعيد من كان نهر خير لمن حوله..و لم تمنعه العوائق أن يوصل رسالته..
الجداول في النمسا..لا تنتهي..فهي تأخذ طريقها و تتجمع فتكون الأنهار الكبيرة..الجداول تمر وسط البساط الأخضر كقلادة تزين عنق فتاة جميلة..الجداول تبحث عن الصخور لتمر من بينها و لتعزف صوت الخرير عبر عبوره بينها…
ومضة : الجداول الصغيرة تكون الأنهار العظيمة..كن بذرة لنهر جاري..
في النمسا..تسيل الأنهار من الجبال الأعلى..و تهبط على سفوح الجبال الأقل ارتفاعاً..في تلك الاستراحة..كأن الأنهار و الجداول تلتقط أنفاسها..و تتمتع بالطبيعة من حولها..و تمد من حولها ببعض جمالها..و تعطي كل من جاورها من كرمها..
في النمسا..تتجمع الثلوج على جدر الجبال..و تأتي أشعة الشمس فتذيبها من أجل أن تسيل فرحاً عند استقبال زوارها..و حزناً من فراق محبيها..شيء يفوق الوصف عندما ترى من خلال عربة التلفريك الجبال من حولك تسيل قطراتها من على خدودها..و كل جبل من تلك الجبال ينافس الآخر بالتعبير عن مدى حبه لزائريه..
هذه قمة كابرون في النمسا..و هي قمة ثلجية..يزورها السياح في الصيف ليمارسوا هواية التزلج..و يوجد في أعلى القمة جميع أحتياجات محبي هذه الهواية..من أحذية خاصة و ملابس مناسبة و زلاجات متنوعة ..فينعم الزائر بلحظات في تلك الأرض رائعة..
ومضة : خلف كل قمة هاوية..
في قمة كابرون في النمسا..تكون محظوظا لو وفقت بالأجواء المناسبة..و لم يباغتك الضباب فتكون وسط قبة ضبابية معتمة..في تلك البقعة تمر السحب العظيمة..فيضع السياح أيديهم على قلوبهم مخافة أن تخنق تلك السحب فرحتهم..و ينتظرون أن تمر بسلام..و بعد لحظات يتأكد زائري تلك القطعة الثلجية أنما كانت السحب تداعبهم..و أتت من أجل السلام عليهم…
ومضة : الابتسامة هي سحابة نقية صافية تعبر من داخلنا لتنقي ظاهرنا..
في قمة كابرون في النمسا..يقف المرء متأملاً بديع خلق الله..زرقة السماء و بياض الثلج و سواد الصخور الجبلية..كيف أن هذا البياض هو عنوان الطهر الذي إن لبس السواد جعله بكامل الجمال..فما ينزل البياض في أرض إلا زينها..و مايداخل النقاء مكان إلا أنزل ذلك المكان مرتبة سامية..فسبحان ربي الذي خلق كل شيء فقدره..
ومضة : الصفح و الغفران تطرد الكره و الحقد..
من على هذه القمة …قمة كابرون الجليدية في النمسا..قدم إلي شيخ كهل و عجوز كبيرة..و استغربت تواجدهم في تلك المنطقة..أنا بالكاد استطعت أن أمسك أقدامي لتحمل جسمي..و رأيتهم يقتربون أكثر..و بعد أن ألقيا علي التحية..تبسمت المرأة و قالت على استحياء هل تلتقط لي مع زوجي العزيز صورة من على أعلى تلك القمة..فتساءلت..هل الحب يعمر في بلادهم..و هل الحب يحتفظ بزهرته و جماله كل تلك السنوات في أرضهم..و لماذا نحن يموت الحب لدينا قبل أن أشهره الأولى..
ومضة : من كانت حياته حب..كان حبه حياة..
في قمة كابرون في النمسا..لم يعجبهم أن يكون هناك غير اللون الأبيض..فكان هناك كهف جليدي يجعلك تعيش وسط البياض و في عمق الصفاء و النقاء..و كم تأملت ذلك الكهف الجليدي..و علمت منه أن أصحاب القلوب البيضاء يعيشون بنعيم..و علمت أن العالم من حولك عندما يتلون بألوان الصفاء فإنه يتسلل إليك هذا الصفاء بدون أن تشعر..فتكون نظرتك للعالم من حولك تحمل كل ذلك الجمال..
ومضة : كن بجانب المتفائل تكون متفائلاً..
في قمة جبل كابرون في النمسا..وضعوا كهوف جليدية لتحتمي من شدة البرد ببرد أشد..و في داخل تلك الكهوف الصناعية وضعت الغرف المزينة بالمقاعد الهوائية فيكون من المناسب للزائر أن يجلس على تلك المقاعد و يتأمل عبر الباب المطل على القمة العالم من حوله..
هذا المنظر في النمسا..فقط كوخ صغير..و شعاع للشمس يمر عبر النافذة كخيط من حرير..و عبير زهور..و عشب أخضر يسر الناظرين..و أشجار ترقب تلك الصورة بشكل مثير..و سماء زرقاء مسرح لكل طير..
ومضة : الهدوء و السكون منبع التأمل..و التأمل مصدر الحكمة..
في بحيرة زيلامسي النمساوية..القوارب تتأمل الكون من حولها..القوارب تتشابه عليها الزرقتين..زرقة السماء القاتمة و زرقة البحيرة..فتتوه بين عالمين..كل عالم أجمل من الآخر..القوارب تمرجحها الأمواج الهادئة..فهي فرحة مسرورة…القوارب تلبس كامل زينتها كأطفال في يوم فرح بألوانها الزاهية…القوارب قد أرخت أستار أشرعتها و كأنها تخلت عن مهمتها الأصلية و اختارت أن تشارك السياح جمال تلك المنطقة..
في النمسا..الضباب يعشق العلو..فهو من هناك يتأمل تلك القرى و بيوتها..و الجبال و غاباتها..و الأنهار و انحناءاتها…و المرتفعات و تدرجاتها..و الحياة و أنفاسها..و الطيور و تغريدها…و الأغصان و تمايلها..و الأوراق و تساقطها..
ومضة : القمم لا تحب الضباب..في الحياة كن واضح النظرة
في النمسا..يهتمون بوضع النوافير وسط الميادين..و تحاط من حولها بالزهور..و التي تزيد من جمالها..و في الكثير من الأحيان تغرس بالقرب منها شجرة أو شجرتين..و ذلك من أجل أن تحمي المستظلين بظلها من قطرات المطر أو أشعة الشمس في وقت الصيف..و هذه المناطق الجميلة هي استراحة محارب للمارة و المتسوقين..أو هي نقطة التقاء المحبين..أو منطقة عبور الطيور و التي تمر عليها على عجل فتنهل من ماءها العذب..ثم تغادر بعد برهة قصيرة..إن من يجلس في تلك المناطق ينسى حتى كل من حوله حتى لو كان أعز حبيب..
في الكثير من المدن الأوربية يوجد ما يسمى “وسط المدينة” و هذه مجموعة من المحلات التجارية التي أصطفت بشكل مميز..و رصفت الطرقات بينها بالحجارة..و هذه الطرقات مائلة إلى وسط الطريق من أجل أن تتجه السيول إلى غرف تصريف السيول..و على كثرة السيول التي تصيب تلك الديار ..إنما هي لحظات و كأن المطر الذي نزل كان حلم..و لا أعلم لماذا نحن في بلداننا نقف مكتوفي الأيدي من هذه الأفكار البسيطة..و لماذا هي غير قابلة التنفيذ في بلداننا؟!
ومضة : كل عمل عظيم هو نتاج فكرة بسيطة..
في الكثير من الدول الأوربية يعيش قائد المركبة بالكثير من الوسائل المعدة من أجل سلامته في الطرقات.. بل إن العجيب أن في ألمانيا يعملون الصيانة للطرقات داخل المدينة في الليل من أجل أن لا يتأثر سير الطريق في النهار..و ليس ذلك العجيب بل العجيب أن من حرصهم على مستخدمي الطريق فهم يضعوا الخطوط الفاصلة بين الطرق أثناء التحويلة في الليل بالرغم أن أعمال الصيانة إنما هي ساعات محددة…
ومضة : ترتقي الدول بمقدار رقيها في تعاملها مع شعبها..
في جبال النمسا..ترسم خطوط الأمطار بياضاً يخط من أعلى الجبل حتى قاعه..هذه الخطوط المميزة تراها قد حفرت على خدود تلك الجبال أخدود..و السحب من فوقها تشاهد كيف تكونت تلك الرسوم و من بعد أن تهدأ تلك السيول..تبدأ السحب تصب قطراتها لتنعش قمم الجبال..و التي تسلمها من بعد ذلك لقاعها…
ومضة : من ينزل على قمة لم يحسب حسابها بشكل مناسب ينزل إلى القاع بشكل غير مناسب
في بعض الدول الأوربية يعتبر عدم إشعال الأنوار أثناء السير يستلزم مخالفة..و كذلك عدم إشعاله في الأنفاق ..أو أوقات الضباب..و كذلك هناك بعض الطرق السريعة يتم استخدامها مقابل تذاكر أو ملصق يوجد لدى محطات الوقود..و من لا يلتزم بهذا الأمر يدفع المخالفة..و في الجانب الآخر قد يجد قائد السيارة علامة مضاءة تفيد أن السرعة في ذلك الطريق مفتوحة فلك أن تمارس هوايتك بقيادة السيارة بأقصى سرعة..
في أوربا…هناك أشياء عدة تغازل قائد السيارة إما قطرات المطر..أو سُحب الضباب…أو أشعة الشمس التي تظهر ثم تختفي نتيجة عودة السحب لصفحة السماء أو اختفاء الشمس من خلف الجبال المحيطة أو دخول قائد السيارة في نفق مظلم..
في الطبيعة الأوربية السحب تقترب من الأرض لتقبلها..و قطع القرميد الأحمر ينتظر زخات المطر من أجل أن يطرد عن عينيه حالة التأمل التي لا تنتهي أبد..و العشب يبحث عن موطـأ رمل ليزحف إلى أعالي التل فيكون في أعلى المطل..سبحان الله الذي خلق كل شيء فصوره..
في أرض الطبيعة..السحب تتنقل من حقل إلى حقل..و من جبل إلى جبل..و من غصن شجر إلى غصن شجر..هناك في أراضي الطبيعة الأوربية..تتسلل قطع السحب النقية من بين السياج من أجل أن تقبل براعم العشب الندية..و من أجل أن تزور مزارعي تلك الحقول على حين غفلة من أهلها عندما ينسون نوافذ بيوتهم مشرعة أمام الزائر الذي ألفوه كل حين…
في أراضي الطبيعة تتمنى أن تطوى لك الأرض فتتطلع على أطرافها..في تلك الأراضي يعيش المرء حياة سعيدة فالطبيعة هناك تذكر من يمر عبرها من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالجنة حيث أن هذا الجمال لا يساوي أي شيء أمام ما أعده الله للمتقين في جنات رب العالمين…فاللهم نسألك الفردوس الأعلى يارب العالمين..
ومضة : ضربت الحياة الدنيا مثلاً لنتصور الله ما أعده الله لعبادة
في المرتفعات الأوربية..يعشق الناس هناك القمم..فمهما أخترت من المرتفعات فتجد أن هناك قمة لم تلامسها..و أن هناك من لامسها و وجد له متسع على رأسها..و حق لهم ذلك فالكل يريد أن يكون في أعلى منطقة مطلة على أرض الجمال..و هذا يجعل الذي يسكن في القمة يعيش بخصوصية حيث يعيش وسط أستار إما من سراب الضباب أو قطع السحاب..
ومضة : من يعشق القمم القريبة يصل للقمم البعيدة..
في أوربا عندما تصعد قمة جبلية فأنت ترى قطعة طبيعية مصغرة..يتخللها مارد أسود قد غسلته للتو الأمطار..فتغدو تلك القطعة كأنها ألعاب أطفال..و كل الذي يجعلك تتيقن أنها حقيقة لا تقبل النزاع.. صوت القطار يمر بسرعة عجيبة فيحدث في الكون الضجيج..أو ثغاء الأغنام و التي أفزعها مرور القطار..أو دخان متطاير من مدخنة أحد الأكواخ المتناثرة على قطعة الطبيعة..و عندما ترى فوانيس الأكواخ تشتعل تعلم أن سكون الليل قد أقترب موعده..فتسلم الشمس تلك القطعة للقمر من خلف أستار السحب..فتغيب خلف الأفق..
وسط الطبيعة و في الأرياف..تنتشر الأكواخ..والتي أعطت ظهرها للجبل..و اصطفت بشكل رائع تجعل المرء يتأملها و لا يمل..و يوصل لتلك الأكواخ طرق صغيرة بالكاد تكفي لسيارة واحدة..و عندما تتقابل سيارتين تصطف أحداها على جانب الطريق حتى تعبر الأخرى..و ليس ذلك فقط بل يهديك ابتسامة..و عندما تمر من جانب كوخ يرفع صاحب الكوخ رأسه ثم يرفع قبعته بسرعة فكأنه يرحب بالطائر الزائر لتلك البقعة البعيدة..و في كوخ آخر تجد العائلة قد جلست على طاولة الطعام و على تلك المائدة نتاج تلك البقعة الخصبة..تختفي وجوههم تارة إما بسبب دخان الشواء أو تخفيها مسيرة قد مرت من جانب كوخهم من الضباب زائرة لهم لتبلغهم تحية ذلك اليوم..
ومضة : أعطني ابتسامة أعطيك قلبي
وسط الطبيعة هذه تكتشف نفسك..و تعلم أن القمم تكشف الآخرين من حولك..و أن الصعود للقمة قد يكون عبر طريق بسيط و لكن لديه عزم و صبر و مثابرة من أجل أن يبلغ المرء تلك القمة..و لو تأمل المرء أن تلك الضبابية التي قد تحجب بعض الجمال من حوله إنما هو كمن يكون بجانب أصحاب القمم ممن لا يريدون أن يكون صاحب القمة برؤية مناسبة..و من تأمل هذا المنظر لوجد أن صاحب القمة يجب أن ينظر إلى موضعه الأصل في القاع و يتفاءل و يعمل من أجل أن يبلغ مرحلة أعلى..
ومضة : أطلب القمة..و ليس شرط ذلك أن تكون طالب لقمة..
شلالات كرميل تقع في النمسا..و هي أطول الشلالات في أوربا..و تبصرها من بعيد..و المنطقة هناك أصبحت رذاذية من جراء هبوط الشلال القوي..و يستمتع السائح هناك بأجواء رائعة..هناك يغسل المرء كل همومه و يطرحها كما يطرح ذلك الجبل كل تلك الكمية من المياه…في تلك المنطقة لا صوت يزاحم صوت خرير الشلال…و العيون هناك كلها متجهة صوب الجبل معتبرة من أمر هذا الماء المنهمر…
ومضة : كن معطاء كشلال لا ينقطع
تصعد إلى أعلى شلالات كرميل النمساوية عبر درج ممتد لا يكاد ينتهي …و بعد تعب و مشقة تصل إلى النهاية و لكن النهاية مدهشة …من هناك تشاهد كيف أن الشلال يهبط و بقوة من أعلى و كيف كون نهر جاري يشق الصخور أسفل الجبل و لا يتوقف…ثم يختفي فجأة من بين سوق الأشجار و التي وقفت منبهرة من ذلك المنظر…القرب من مصدر الشلال تجعل المرء كأنه يعيش في حلم…فهذا الهدير و تلك الأجواء الرذاذية فيها جمال لدرجة الخيال..
عند الصعود إلى شلال كريمل..يوجد الكثير من الاسترحات و التي وضعت بشكل مدروس..بحيث أن كل استراحة تعطي إطلالة رائعة وجديدة إما على الشلال أو النهر أو المدينة…و كل منظر من تلك المناظر يجعل المرء و كأنه إنتقل إلى منطقة جديدة..أو كأن المرء قد أخذته سنة أو نوم فغاب عن الوعي لفترة ثم ظهر في مكان آخر يشرق منه الجمال..
في منطقة شلالات كريمل النمساوية..تأخذ السائح الطرقات بتدرج..و هذه الدرج تقترب منك إلى مصدر الحسن ثم تبتعد بك مرة أخرى…كل ذلك يجعل السائح يعيش قصة عشق و حب و وله..فهو كلما أقترب منها..تمنعت الطبيعة بوصلها..و أبعدته عن مقصده..و لكن إن أبتعد ظهر كامل الجمال..و إن إقترب بانت تفاصيل ذلك الجمال..
هبوط شلالات كريميل السريع يجعله لا يستقر على طريق..و لا يتجه نحو وجه محدده…فهو مبعثر الخطى..مشوش الهدف..و كأنه يسعى لأن يرضي الجميع..و لكن رضا السياح غاية لا تدرك..و السائح يجتهد أن يلتقط لهذا النهر صور من كل زاوية…و لكن تلك المنطقة و من أي زاوية التقطت له الصورة فتبقى الصورة لا تصل إلى مستوى التطلعات..فمناطق الرذاذ و الضباب متعارف عليها لدى أهل التصوير أنها مناطق غير مناسبة لألتقط الصور
الصعود إلى شلالات كريمل يستلزم أن يتجهز المرء لتلك الرحلة بالمستلزمات الضرورية..و أهم تلك المستلزمات الملابس المخصصة لمثل تلك المناطق..حيث أن الشلالات ترمي برذاذها على الزوار أثناء ترحيبها بهم..فتبتل ثيابهم و مع الارتفاع فوق القمم يصاب الزائر بنزلة برد..و أهم من تلك الملابس أن يكون الزائر على قدر من اللياقة فالصعود لقمة الجبل يحتاج إلى طاقة كبيرة..
ومضة : الصعود للقم فيه الكثير من المشقة و بعد الوصول فيه الكثير من اللذة…
في مرحلة الصعود إلى أعلى شلالات أوربا – شلال كريمل – وجدت الكثير من صاعدي الجبل هم من كبار السن..فتجد عجوز أو شيخ كبير يتسند على عكاز خاص لصعود الجبال فتجده يصعد بنفس واحد..أما الشاب العربي الوحيد في تلك المنقطة فتجده يلهث و كأنه قد حمل الجبل على ظهره..إنني أتعجب من حفاظهم على لياقتهم و من ممارستهم الرياضة و بشكل أشفق على مفاصلهم من مشقته و صعوبته..و لكن في النهاية هم يصعدون و لم يقفوا بأي محطة من محطات الاستراحة المعدة للمتعبين من نقص اللياقة من أمثالي..
ومضة : صعود القمم ليس له عمر..
قد يكون الجمال قريباً منا و لكن نبحث عنه بعيداً..و قد يَقدم إلينا من يحبنا و لكن نبحث عن شخص آخر نجهل عواطفه نحونا..و قد نكون في نعيم و لكن لا نشعر به لأننا ننظر لما في أيدي الناس من النعيم..وفي المقابل قد تكون الحياة بقسوتها هي المسيطرة على حياتنا و لكن لا يمنع ذلك أن هناك جوانب رائعة في حياتنا لو تأملناها..كذلك قد تشغلنا الدنيا بهمومها و التطلع لمستقبلنا فيها عن أن نستمتع بحياتنا الجميلة التي نعيشها..
ألمانيا : في دروب الحياة و في خطوات النجاح قد يجد المرء بعض الصعوبات التي قد تجعله في تردد من صعود القمم..و قد تخبئ له الحياة بعض المفاجآت التي قد تظهر عليه فجأة بالرغم أن مظهر تلك المفاجآت لم يكن ينبأ بمثل ذلك..لذا فمن يطلب المعالي فلن يتردد أن يضع قدمه حتى على درجات المجهول..و لن يتوقف عن تصور صعود القمم إنما هو جزء جميل برغم أنه مزروع بالمخاطر..
النمسا:..قد نحتاج إلى مفهوم التأمل و التفكر أثناء سياحتنا أو سفرنا بشكل عام..أن نتجول في العالم من حولنا و نحن جلوس في أماكننا..أن نتفقد كل اللحظات و لا ندعها تمر بدون أن نزرع فيها شيئاً من جمال التفكر و حسن التأمل..بعضنا يذهب و يعود و لم يذكر من رحلته إلا بالمحسوس من الرحلة أما ما يكون خلف المناظر فهي تفوت عليه فتفوت عليه فرصة عظيمة..و لحظات من العمر غير مستغلة كانت لو استغلت لكانت منبع للحياة طوال الحياة..
ومضة : التأمل شطر السياحة..
السعودية : كل أرض فيها جمال..و من يقدم إلى المملكة العربية السعودية من الغربيين يجد المتعة في الصحاري برغم قسوتها و مناخها الحار..وبرغم أنهم قادمون من أراضي الطبيعة ومن الأجواء المعتدلة..و لكن بين حبيبات الرمل و تحت ضوء القمر تصفوا النفس و تتجدد الحياة بشكل مغاير..ويطرح العقل هموم الماضي و المستقبل..و يقبل على الحياة بشكل مغاير..
ومضة : جدد حياتك و استمتع حتى لو كنت في أرض قاحلة
السعودية : صحاري نجد عندما تغسلها قطرات المطر فإنها تكون في كامل زينتها..و يكمل زينتها بقايا من السحب و التي قررت أن تنسحب من سماء الحب و تترك الحياة للصحاري بجمالها و السماء بصفائها..و من يلاحظ الكثبان الرملية يجد أنها تمد عنقها و كأنها تريد أن تقبل السحب قبل أن تغادر مسرح العشاق..
الدمام – شاطئ نصف القمر..أعيش أن أكون على الشاطئ في لحظات غروب الشمس..و أعلم أنني لست الوحيد في ذلك..فالمنظر لا يمكن أن تصفه الكلمات..خاصة عندما يكون المشهد القريب يحتوي على أناس يعيشون حياتهم بتلقائية فيكون الشاطئ كأنه مسرح في الهواء الطلق..و تنتهي مسرحية الحياة عندما تغرق الشمس بكامل قرصها في عمق البحر البعيد..فكأن البحر قد أطفأ لهبتها و أشعل الآهات في قلوبنا بعد أن غادرتنا الشمس بهذا المشهد الرائع..انطفأت الشمس و أغلقت أنوار مسرح الحياة و اختفى الناس تحت عباءة الليل..و بقيت الصورة في ذهني لا تغيب..
الرياض: تقع الرياض في مناخ قاري..فهي بين كماشتي الصيف و الشتاء..فما إن يغادرها الصيف بسمومه..يقدم إليها الشتاء بزمهريره..الرياض لا تفتك من فك الزحام و الذي يقبض عليها بنواجذه و بشدة..الرياض و التي لا تعرف إلا لغة العمل و الأعمال ..الرياض تتوسع في كل اتجاه حتى اتجاه السماء لم يسلم منها..فأصبحت مصيدة لمن يريد أن ينهي أعماله في وقت وجيز..برغم كل تلك السلبيات و ضغوطات الحياة..تبقى الرياض بنكهة خاصة..تبقى الرياض ذات الرونق المميز..تبقى الرياض ليس كمثلها شيء من المدن..
ألمانيا :..جلست أرقب هذا الطفل الصغير و الذي خرج في نزهة في حديقة الورود في مدينة بون مستغلاً اعتدال الأجواء في ذلك اليوم من الشتاء و الذي لا يسمح بالغالب لسكان تلك البلدة أن يمتدوا كثيراً..هذا الطفل جلس يتأمل البط في تلك البحيرة و هي بمثل حاله خرجت لتنعم بالأجواء المميزة..البط يعيش في تلك البلدة بأمان..فالقانون يحميها و يمنع كذلك حتى من الإحسان إليها بوضع الطعام لها..فهي قد حظيت بالقانون الألماني الصارم..و نعمت بأن يتم بتقديم الطعام إليها عبر مختصين يَقدِمُون بأوقات محددة..فعبر هذا القانون يحمون البحيرة من التلوث و يحمون البط من الإخلال بوجباتها المنتظمة..
في ألمانيا..البيوت مصفوفة بشكل رائع..و تجعل المرء يعتقد أنها لعب قد صفت بعناية فائقة..في ألمانيا يخصصون إجازة نهاية الأسبوع من أجل صيانة منازلهم..فلا تستغرب أن وجدت رب الأسرة و الأفراد يقومون بطلاء البيت..أو بصيانة التمديدات الصحية..و لقد كنت مستأجراً في أحد الفنادق و كان الذي يدير الفندق هو المالك و في الأستقبال أبنته..و في المطعم الزوجة..و سألت الزوجة أين زوجك هذا اليوم قالت إنه بالغرفة رقم 401 فذهبت إليه..و عندما أقبلت على الغرفة و جدت بابها مفتوح و قد لبس ملابس العمل و يقوم بتجديد دهان الغرفة..فعلمت أن الألمان يعشقون العمل لحد الجنون..بقي أن تعلموا أن صاحب هذا الفندق يملك مجموعة من الفنادق في أوربا..
ومضة: العمل شرف..و الشرف الكل يتمناه مهما أرتفع مقامه
في النمسا..تجد المقاعد المخصصة للسياح في كل مكان..و هي مستعدة لأٍستقبال الزوار و مستمتعة بالخصوص لمن يعشقون الطبيعة..فمن يعشق الطبيعة فطبعاً فهو يعشق الحياة..و من يعشق الحياة فسوف يعمل من أجل الحياة..نعم المقاعد بإنتظار العشاق..و السحب تنتظر العشاق..و كل قطرة ندى على ورقة من وريقات الطبيعة هي في وله لرؤية القادم لأرض الطبيعة..